أغادٍ، أخي، من آلِ سلمى ، فمبكرُ؟ |
أبنْ لي: أغادٍ أنت، أم متهجّرُ؟ |
فإنك، إن لا تَقضِني ثِنْيَ ساعة ٍ، |
فكلُّ امرىء ٍ ذي حاجة ٍ متيسّرُ |
فإن كنتَ قد وطنتَ نفساً بحبها، |
فعند ذوي الأهواء وردٌ ومصدرُ |
وآخرُ عهدٍ لي بها يومَ ودعتْ، |
ولاحَ لها خدٌّ مليحٌ ومحجرُ |
عشية َ قالت: لا تضيعنّ سرّنا، |
إذا غبتَ عنا، وارعهُ حين تدبرُ |
وطَرفَكَ، إمّا جِئتنا، فاحفَظنّهُ، |
فذَيْعُ الهوى بادٍ لمن يتبصّر |
وأعرضْ إذا لاقيتَ عيناً تخافها، |
وظاهرْ ببغضٍ، إنّ ذلك أسترُ |
فإِنَّكَ إِنْ عَرَّضْتَ فِينا مَقَالَة ً |
يَزِدْ، في الَّذِي قَدْ قُلْتَ، واشٍ ويُكْثِر |
وينشرُ سرّاً في الصديقِ وغيره، |
يعزُّ علينا نشرهُ حين ينشرُ |
فما زِلتَ في إعمال طَرفِكَ نحونا، |
إذا جئتَ، حتى كاد حبّكَ يظهرُ |
لأهليَ، حتى لامني كلُّ ناصِحٍ، |
وإني لأعصي نَهيهمْ حين أُزجَر |
وما قلتُ هذا، فاعلَمنّ، تجنّباً |
لصرمٍ، ولا هذا بنا عنكَ يقصرُ |
ولكنّني، أهلي فداؤك، أتّقي |
عليك عيونَ الكاشِحين، وأحذَر |
وأخشى بني عمّي عليك، وإنّما |
يخافُ ويتقي عرضهُ المتفكرُ |
وأنت امرؤ من أهل نجدٍ، وأهلُنا |
تَهامٍ، فما النجديّ والمتغوّر! |
غريبٌ، إذا ما جئتَ طالبَ حاجة ٍ، |
وحوليَ أعداءٌ، وأنتَ مُشهَّر |
وقد حدّثوا أنّا التقَينا على هَوى ً، |
فكُلّهمُ من حَملِه الغيظَ مُوقَر |
فقلتُ لها: يا بثنَ، أوصيتِ حافظاً، |
وكلُّ امرىء ٍ ، لم يرعهُ الله، معورُ |
فإن تكُ أُمُّ الجَهم تَشكي مَلامَة ً |
إليّ، فما ألقَى من اللومِ أكْثَر |
سأمنَحُ طَرفي، حين ألقاكِ، غيرَكم، |
لكيما يروا أنّ الهوى حيث أنظر |
أقلّبُ طرفي في السماءِ، لعله |
يوافقُ طَرفي طَرفَكُمْ حين يَنظُر |
وأكني بأسماءٍ سواكِ، وأتقي |
زِيارَتَكُمْ، والحُبّ لا يتغيّرُ |
فكم قد رأينا واجِداً بحبيبة ٍ، |
إذا خافَ، يُبدي بُغضَهُ حين يظهر |