صدتْ بثينة ُ عني أن سعى ساعِ، |
وآيستْ بعد موعودٍ وإطماعِ |
وصدّقتْ فيّ أقوالاً تَقَوّلها |
واشٍ، وما أنا للواشي بمطواعِ |
فإنْ تَبِيني بلا جُرمٍ ولا تِرَة ٍ، |
وتُولَعِي بيَ ظُلماً أيّ إيلاعِ |
فقد يَرى الله أني قد أُحِبّكُمُ، |
حباً أقامَ جواهُ بين أضلاعي |
لولا الذي أرتجي منه وآملهُ، |
لقد أشاعَ، بموتي عندها، ناعِي |
يا بثنُ جودي وكافي عاشقاً دنفاً، |
واشفي بذلك أسقامي وأوجاعي |
إنّ القليلَ كثيرٌ منكِ ينفعني، |
وما سواهُ كثيرٌ، غيرُ نَفّاعِ |
آليْتُ، لا أصْطفي بالحبِّ غيرَكمُ، |
حتى أُغَيَّبَ، تحتَ الرمسِ، بالقاعِ |
قد كنتُ عنكم بعيدَ الدارِ مغترباًَ |
حتى دعاني، لحيَني، منكمُ، داع |
فاهتاجَ قلبي لحُزنٍ قد يُضَيّقه، |
فما أُغمّضُ غُمضاً غيرَ تَهياع |
ولا تُضِيعِنّ سرّي، إن ظفِرتِ به، |
إني لِسِرِّكِ، حقّاً، غيرُ مِضياع |
أصونُ سركِ في قلبي، وأحفظهُ، |
إذا تَضَايَقَ صدرُ الضيّقِ الباع |
ثم اعلمي أنّ ما استودعتِني، ثِقة ً، |
يُمسي ويصبحُ عندَ الحافِظِ الواعي |