لقد فرحَ الواشون أن صرمتْ حبلي |
بُثينة ُ، أو أبدتْ لنا جانبَ البُخلِ |
يقولون: مهلاً ، يا جميلُ ، وإنني |
لأقسِمُ ما لي عن بُثينة َ من مَهلِ |
أحِلماً؟ فقبلَ اليوم كان أوانُه، |
أمَ اخشى ؟ فقبلَ اليوم أوعدتُ بالقتلِ |
لقد أنكحوا جهلاً نبيهاً ظعينة ً، |
لطيفة َ طيِّ الكَشحِ، ذاتَ شوًى خَدل |
وكم قد رأينا ساعياً بنميمة ٍ |
لأخرَ ، لم يعمدِ بكفٍ ولا رجلٍ |
إذا ما تراجعنا الذي كان بيننا، |
جرى الدمعُ من عينَي بُثينة َ بالكُحل |
ولو تركتْ عقلي معي ما طلبتها، |
ولكنْ طلابيها لما فات من عقلي |
فيا ويحَ نفسي! حسبُ نفسي الذي بها |
ويا ويحَ أهلي! ما أصيب به أهلي |
وقالتْ لأترابٍ لها، لا زعانفٍ |
قِصارٍ، ولا كُسّ الثنايا، ولا ثُعْل |
إذا حَمِيَتْ شمسُ النهار، اتّقينها |
بأكسية ِ الديباجِ ، والخزّ ذي الحملِ |
تداعينَ، فاستعجمنَ مشياً بذي الغضا، |
دبيبَ القطا الكُدريّ في الدمِثِ السّهل |
إذا ارتعنَ، أو فزعنَ، قمنَ حوالها، |
قِيامَ بناتِ الماءِ في جانبِ الضَّحل |
أرانيّ لا ألقَى بُثينة َ مرة ً، |
من الدهرِ، إلاّ خائفاً، أو على رَحْل |
خليليّ، فيما عِشتما، هَلْ رَأيتُما |
قتيلاً بكى ، من حبّ قاتلهِ، قبلي؟ |
أبيتُ، مع الهلاك، ضيفاً لأهلها، |
وأهلي قريبٌ موسعونَ ، ذوو فضلِ |
ألا أيّها البيت الذي حِيلَ دونه، |
بنا أنت من بيتٍ، وأهلُكَ من أهلِ |
بنا أنت من بيتٍ، وحولَك لذة ٌ، |
وظِلُّكَ لو يُسطاعُ بالباردِ السّهل |
ثلاثة ُ أبياتٍ: فبيتٌ أحبه، |
وبيتان ليسا من هَوايَ ولا شَكلي |
كِلانا بكى ، أو كاد يبكي صَبابَة ً |
إلى إلفِه، واستعجلتْ عبرَة ً قبلي |
أعاذلتي أكثرتِ، جهلاً، من العذلِ، |
على غيرِ شيءٍ من مَلامي ومن عذلي |
نأيتُ فلم يحدثْ ليَ النأيُ سلوة ً، |
ولم ألفِ طولَ النأي عن خلة ٍ يسلي |
ولستُ على بذلِ الصّفاءِ هَوِيتُها، |
ولكن سَبتني بالدلالِ وبالبُخل |
ألا لا أرى اثنَينِ أحسنَ شِيمَة ً، |
على حدثان الدهر، مني، ومن جملِ |
فإن وُجدَتْ نَعْلٌ بأرضٍ مَضِلّة ٍ، |
من الأرضِ، يوماً، فاعلمي أنها نعلي |