حلفتُ بربّ الراقصات إلى منى ّ، |
هُوِيَّ القَطا يَجْتَزْنَ بطنَ دفِينِ |
لقد ظنَ هذا القلبُ أن ليسَ لاقياً، |
سليمى ، ولا أمَّ الحسينِ لحينِ |
فليتَ رجالاً فيكِ قد نذروا دمي، |
وهَمّوا بقتلي، يا بُثَينَ، لقُوني! |
إذا ما رأوني طالعاً من ثنية ٍ، |
يقولون: من هذا؟ وقد عرفونيِ |
يقولون لي: أهلاً وسهلاً ومرحباً! |
ولو ظفروا بي خالياً، تلوني |
وكيف، ولا توفي دماؤهم دمي، |
ولا مالُهم ذو ندهة ٍ فيدوني |
وغرَّ الثنايا، من ربيعة َ، أعرضت، |
حروبُ معدٍ دونهنّ ودوني |
تَحَمّلْنَ من ماءِ الثُّديّ كأنما |
تَحَمّلَ من مُرْسًى ثِقالُ سَفينِ |
كأنّ الخُدورَ أولجتْ، في ظِلالِها، |
ظِباءَ المَلا ليست بذاتِ قُرون |
إلى رجحَ الأعجازِ، حورٍ نمى بها، |
مع العِتْقِ والأحساب، صالحُ دِين |
يبادِرنَ أبوابَ الحِجالِ كما مشى |
حمَامٌ ضُحًى في أيْكة ٍ، وفنون |
سددنَ خصاصَ الخيمَ، لما دخلنهُ، |
بكلّ لبَانٍ واضحٍ، وجبين |
دعوتُ أبا عمرٍو، فصدّق نَظرتي، |
وما ان يَراهنّ البصيرُ لحِين |
وأعرضَ ركنٌ من أحامرَ دونهم، |
كأنّ ذراهُ لفعتْ بسدينِ |
قرضنَ، شمالاً، ذا العشيرة ِ كلها، |
وذاتَ اليمين، البُرقَ بُرْقَ هَجين |
وأصعدنَ في سراءَ، حتى إذا انتحتْ |
شَمالاً، نَحا حادِيهمُ ليَمِين |
وقال خليلي: طالعاتٌ من الصّفَا، |
فقلت: تأمّلْ، لسنَ حيثُ تريني |
ولو أرسلتْ، يوماً، بُثينة ُ تبتغي |
يميني، ولو عزّت عليّ يميني |
لأعطيتها ما جاءَ يبغي رسولها، |
وقلتُ لها بعد اليمين: سليني، |
سليني مالي ، يا بثينَ، فإنّما |
يُبيَّنُ، عند المالِ، كلُّ ضَنين |
فما لكِ، لمّا خَبّر الناسُ أنني |
غدرتُ بظهرِ الغيبِ، لم تسليني |
فأُبليَ عُذراً، أو أجيءَ بشاهِدٍ، |
من الناسِ، عدلٍ أنهم ظلموني |
بُثينَ، الزمي لا، إنّ لا، إن لزمتِه، |
على كثرة الواشينَ، أيُّ معونِ |
لحا الله من لا ينفعُ الوعدُ عنده، |
ومَنْ حَبلُه، إن مُدّ، غيرُ متين |
ومن هو ذو وجهين ليس بدائمٍ |
على العهدِ، حلاف بكلّ يمينِ |
ولستُ، وإن عزّت عليّ ، بقائلٍ |
لها بعد صَرمٍ: يا بُثَينَ، صِليني |