أنّي إلى خَيْرِ البَرِيّةِ كُلِّهَا |
رَحَلْتُ وَما ضَاقَتْ عَليَّ المَطامِعُ |
إلى القائِدِ المَيْمُونِ وَالمُهْتَدَى بِهِ، |
إذ النّاسُ مَتْبُوعٌ وَآخَرُ تَابِعُ |
طُبِعتَ على الإسْلام وَالحَزْمِ والندى، |
ألا إنّما تُبْدِي الأمُورَ الطّبَائِعُ |
فَداكَ رِجالٌ أوْقَدُوا ثمّ أخْمَدُوا، |
مَنازلُهُمْ مِنْ كُلّ خَيرٍ بَلاقِعُ |
أرَى الشّمس فيها الرّوحُ سيقتْ هديّةً |
إليّ وَقَدْ أعْيَتْ عَليّ المَضَاجِعُ |
تَبَسّمُ عَنْ غُرٍّ عِذَابٍ، كأنّها |
أقاحٌ تُرَوّيها الذِّهابُ اللّوَامِعُ |
كَأنّ مُجَاجَ النّحْل بَينَ لِثاتِها، |
وَمَاء سَحَابٍ أحْرَزَتْهُ الوَقَائِعُ |
وَكادَتْ بَناتُ النّفسِ تَخرُجُ وَالحشا |
وَتَنفَضّ من وجدٍ عليها الأضَالِعُ |
أرَاني، إذا دارٌ بظَمْياءَ طَوّحَتْ، |
أخا زَفَراتٍ تَعْتَقِبْها الفَوَاجِعُ |