عَجِبْتُ لحادِينا المُقَحِّمِ سَيْرُهُ |
بِنا مُزْحِفاتٍ مِنْ كَلالٍ وَظُلَّعا |
لِيُدْنِينَنا مِمّنْ إلَيْنَا لِقاؤهُ |
حَبِيبٌ وَمِنْ دارٍ أرَدْنا لِتَجْمَعا |
وَلَوْ نَعْلَمُ العِلْمَ الّذِي من أمامِنا |
لَكَرّ بِنا الحادي الرّكابَ فأسْرَعا |
لَقُلْتُ ارْجعَنْها إنّ لي من وَرَائِها |
خَذُولَيْ صِوَارٍ بَينَ قُفٍّ وَأجْرَعا |
مِنَ العُوجِ أعْناقاً، عِقالٌ أبوهُما، |
تَكونانِ للعَيْنَينِ وَالقَلبِ مَقْنَعا |
نَوارُ لها يَوْمَانِ: يَوْمٌ غَرِيرَةٌ، |
وَيَوْمٌ كغَرْثَى جِرْوُها قَدْ تَيَفَّعا |
يقولون: زُرْ حَدْرَاءَ، والتُّرْبُ دونَها، |
وَكَيْفَ بِشَيْءٍ وَصْلُهُ قَدْ تَقطّعا |
وَلَستُ، وَإنْ عَزّت عَلَيّ، بِزَائِرٍ |
تُرَاباً على مَرْسُومَةٍ قد تَضَعضَعا |
وَأهْوَنُ مَفْقُودٍ، إذا المَوْتُ نَالَهُ، |
على المَرْءِ مِنْ أصْحابهِ مَنْ تَقَنّعا |
يَقولُ ابنُ خِنزِيرٍ بكَيتَ، وَلمْ تكنْ |
على امرَأةٍ عَيْني، إخالُ، لِتَدْمَعا |
وَأهْوَنُ رُزْءٍ لامْرِىءٍ غَيرِ عاجِزٍ، |
رَزيّةُ مُرْتَجّ الرّوَادِفِ أفْرَعا |
وَما ماتَ عِنْدَ ابنِ المَراغَةِ مِثْلُها، |
وَلا تَبِعَتْهُ ظاعِناً حَيْثُ دَعْدَعا |