ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا |
رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ |
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها |
إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ |
فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ، |
لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ |
وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ |
عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ |
لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً، |
مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ |
ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا |
مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ |
قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها، |
بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ |
فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها |
نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ |
وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا |
سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ |
وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها، |
إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ |
وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى |
وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ |
أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ |
أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ |
وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا |
عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ |
وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى |
عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ |
تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى، |
فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ |
إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ |
بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ |
إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ |
تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ |
سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا، |
لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ |
عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها، |
من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ |
كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها، |
به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ |
دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً |
ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ |
فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى |
بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ |
إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً |
وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ |
هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً |
وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ |
مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ |
قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ |
ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ |
نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ |
وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ، |
لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ |
إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ، |
وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ |
هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل |
لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ |
أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ |
أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ |
وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ |
حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ |
وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ |
عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ |
وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ، |
إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ |
حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ، |
وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ |
وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ |
عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ |
فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ، |
فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ |
وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ، |
وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ |
وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا |
تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ |
وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ |
إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ |
وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً، |
إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ |
مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ |
عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ |
وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ |
بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ |
لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ |
لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ |
وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ، |
وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ |
وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي |
فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ |
وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ |
سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ |
أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ |
بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ |
عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا، |
وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ |
عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي، |
وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ |
وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي |
إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ |
وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني |
لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ |
كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ |
لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ |
وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس |
قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ |
أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ، |
عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ |