يا ابنَ المَرَاغَةِ، وَالهِجَاءُ إذا التَقَتْ |
أعْنَاقُهُ وَتَمَاحَكَ الخَصْمَانِ |
ما ضَرّ تَغْلِبَ وَائِلٍ أهَجَوْتَهَا |
أمْ بُلْتَ حَيْثُ تَنَاطَحَ البَحْرَانِ |
يا ابن المَرَاغَةِ، إنّ تَغْلِبَ وَائِلٍ |
رَفَعُوا عِنَاني فَوْقَ كُلّ عِنَانِ |
كَانَ الهُذَيْلُ يَقُودُ كُلَّ طِمِرّةٍ |
دَهْمَاءَ مُقْرَبَةٍ وَكُلَّ حِصَانِ |
يَصْهِلْنَ بِالنّظَرِ البَعِيدِ، كأنّما |
إرْنَانُهَا بِبَوَائِنِ الأشْطَانِ |
يَقْطَعْنَ كُلَّ مَدىً بَعِيدٍ غَوْلُهُ |
خَبَبَ السّبَاعِ يُقَدْنَ بِالأرْسَانِ |
وَكَأنّ رَايَاتِ الهُذَيْلِ، إذا بَدَتْ |
فَوْقَ الخَمِيسِ، كَوَاسِرُ العِقْبَانِ |
وَرَدُوا أَرَابَ بجَحْفَلٍ، مِنْ وَائِلٍ |
لَجِبِ العَشِيّ ضُبَارِكِ الأرْكَانِ |
وَيَبِيتُ فِيهِ مِنَ المَخَافَةِ عَائِذاً، |
ألْفٌ عَلَيْهِ قَوَانِسُ الأبْدَانِ |
تَرَكُوا لتَغْلِبَ إذْ رَأوْا أرْمَاحَهُمْ |
بِأرَابَ كخلَّ لَئِيمَةٍ مِدْرَانِ |
تُدْمي، وَتَغْلِبُ يَمْنَعُونَ بَنَاتِهِم، |
أقْدامَهُنّ حِجَارَةُ الصّوّانِ |
يَمْشِينَ في أثَرِ الهُذَيْلِ، وَتَارَةً |
يُرْدَفْنَ خَلْفَ أوَاخِرِ الرُّكْبَانِ |
لَوْلا أنَاتُهُمُ وَفَضْلُ حُلُومِهِمْ، |
بَاعُوا أبَاكَ بِأوْكَسِ الأثْمَانِ |
وَالحَوْفَزَانُ أميِرُهُمْ مُتَضَائِل |
في جَمْعِ تَغْلِبَ ضَارِبٌ بجِرَانِ |
أحْبَبْنَ تَغْلِبَ إذْ هَبَطْن بلادَهم |
لمّا سَمِنّ، وَكُنّ غَيرَ سِمَانِ |
يَمْشينَ بالفَضَلاتِ وَسْطَ شُرُوبِهِم، |
يَتْبَعْنَ كُلَّ عَقِيرَةٍ ودُخَانِ |
يَتَبَايَعُونَ، إذا انْتَشَوا بِبَنَاتِكُمْ، |
عِنْدَ الإيَابِ بِأوْكَسِ الأثْمَانِ |
وَاسْألْ بتَغْلِبَ كَيْفَ كانَ قديمُها |
وَقَدِيمُ قَوْمِكَ، أوّلَ الأزْمَانِ |
قَوْمٌ هُمُ قَتَلُوا ابنَ هِنْدٍ عَنْوَةً، |
عَمْراً، وَهُمْ قَسَطُوا على النّعمانِ |
قَتَلُوا الصّنَائعَ والمُلُوكَ وَأوْقَدوا |
نَارَيْنِ قَدْ عَلَتا على النّيرَانِ |
لوْلا فَوارِسُ تَغْلِبَ ابْنَةِ وَائِلٍ |
نَزَلَ العَدُوُّ عَلَيْكَ كُلَّ مَكَانِ |
حَبَسوا ابنَ قَيصرَ وابتَنوا برِماحِهمْ |
يَوْمَ الكُلابِ كَأكْرَمِ البُنْيَانِ |
وَلَقَدْ عَلِمْتُ ليَذْرِفَنْ ذا بَطْنِهِ |
يَرْبُوعُكُمْ لموَقِّصِ الأقْرَانِ |
إنّ الأرَاقِمَ لَنْ يَنَالَ قَدِيمَهَا |
كَلْبٌ عَوَى مُتَهَتِّمُ الأسْنَانِ |
قَوْمٌ إذا وَزِنُوا بِقَوْمٍ فُضّلُوا |
مِثْلَيْ مُوَازِنهِمْ على المِيزَانِ |