وَقَائِمَةٍ قَامَتْ، فَقالَتْ لِنَائِحٍ |
تَفِيضُ بِعَيْنَيْهِ الدّمُوعُ السّوَاجِمُ: |
لَقَدْ صَبَرَ الجَرّاحُ حتى مَشَتْ بِهِ |
إلى رَحْمَةِ الله السّيُوفُ الصّوَارِمُ |
فَأصْبَحَ في القَوْمِ الّذِينَ مُحَمّدٌ |
أخُوهُمْ، وَمَن يَلْحَقْ بهم فهوَ سالمُ |
جُزُوا بالسّرِيرَاتِ التي في قُلُوبِهِمْ، |
جَزَاهُمْ بهَا مُحْصِي السّرَائِرِ عالمُ |
إلى الغُرْفَة العُلْيَا رَفِيقُ مُحَمّدٍ |
مُقِيماً، وَلا مِنْهَا هُوَ الدّهَر رَائِمُ |
لِتَبْكِ عَلى الجَرّاحِ خَيْلُ إغَارَةٍ، |
وَيَوْمٌ تُرَى فيه النّجُومُ التّوَائِمُ |
فَلِلّهِ أرْضٌ قَدْ أجَنّتْ يَمِينَهُ، |
وَكَانَ بهَا يُنْكَى العَدُوُّ المُرَاجِمُ |
فَلَوْ تَعْلَمُ الأنْعَامُ شَيْئاً بَكَيْنَهُ، |
وَكَانَ على الجَرّاحِ تَبكي البَهائِمُ |