عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ، |
قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ |
قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ: |
لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ |
ثَقُلَتْ عَليّ عَمَايَتَانِ، ولَمْ أجِدْ |
سَبباً يُحَوِّلُ لي جِبَالَ شَمَامِ |
قَالَتْ تُجَاوِبُهُ المَرَاٍغَةُ أُمُّهُ: |
قد رُمتَ، ويَلَ أبيكَ، كلَّ مَرَامِ |
فاسكُتْ فإنّكَ قَدْ غُلِبْتَ فلَمْ تجدْ |
للقَاصِعَاءِ مَآثِرَ الأيّامِ |
وَوّجدْتَ قَوْمَكَ فَقَّأُوا من لؤمِهِمْ |
عَيْنَيْكَ، عِنْدَ مَكَارِمِ الأقَوَامِ |
صَغُرَتْ دِلاؤهُمُ، فَما ملأوا بهَا |
حَوْضاً، ولا شَهِدوا عِرَاكَ زِحَامِ |
أرْداكَ حَيْنُكَ، إذْ تُعارِضُ دارِماً |
بِأدِقّةٍ مُتَأشّبِينَ لِئَامِ |
وَحَسِبْتَ بَحَرَ بني كُلَيبٍ مُصْدِراً، |
فغَرِقْتَ حِينَ وقَعْتَ في القَمْقامِ |
في حَوْمَةٍ غَمَرَتْ أباكَ بُحْورُها، |
في الجَاهلِيّةِ كَانَ، والإسْلامِ |
إنّ الأقارِعَ والحُتَاتَ وَغَالِباً |
وَأبَا هُنَيْدَةَ دَافَعوا لمَقَامي |
بمَناكِبٍ سَبَقَتْ أبَاكَ صُدُورُهَا، |
وَمَآثِرٍ لِمُتَوَّجِينَ كِرَامِ |
إني وَجَدْتُ أبي بَنى لي بَيْتَهُ |
في دَوْحَةِ الرّؤسَاءِ وَالحُكّامِ |
مِنْ كُلّ أبْيَضَ في ذُؤابَةِ دارِمٍ، |
مَلِكٍ إلى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ |
فاسألْ بِنَا وَبِكُمْ، إذا لاقَيْتُمُ |
جُشَمَ الأرَاقِمِ، أوْ بَني هَمّامِ |
مِنّا الّذِي جَمَعَ المُلُوكَ وَبَيْنَهُمْ |
حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ |
وأبي ابنُ صَعْصَعَةَ بن لَيْلى غالِبٌ، |
غَلَبَ المُلُوكَ، وَرَهْطُهُ أعْمامي |
خالي الّذي تَرَكَ النّجِيعَ بِرُمْحِهِ، |
يَوْمَ النَّقَا، شَرِقاً على بِسْطَامِ |
وَالخَيْلُ تَنْحَطُ بِالكُمَاةِ تَرَى لهَا |
رَهَجاً بكُلّ مُجَرَّبٍ مِقْدَامِ |
والحَوْفَزَانُ تَدَارَكَتْهُ غَارَةٌ |
مِنّا، بِأسْفَلِ أُودَ ذي الآرَامِ |
مُتَجَرّدِينَ على الجِيَادِ عَشِيّةً، |
عُصَباً مُجَلِّحَةً بِدارِ ظَلامِ |
وَتعرَى عَطِيّةَ ضَارِباً بِفِنَائِهِ |
رِبْقَينِ بَينَ حَظَائِرِ الأغْنَامِ |
مُتَقَلّداً لأبيهِ كَانَتْ عِنْدَهُ |
أرْبَاقُ صَاحِبِ ثَلّةٍ وَبِهَامِ |
ما مَسّ، مُذْ وَلَدَتْ عَطِيّةَ أُمُّهُ، |
كَفّا عَطِيّةَ مِنْ عِنَانِ لِجَامِ |