أبَاهِلَ هَلْ أنْتُمْ مُغَيِّرُ لَوْنِكُمْ |
وَمَانِعكُمْ أنْ تُجعَلوا في المَقاسِمِ |
هِجاؤكُمُ قَوْماً أبُوهُمْ مُجاشِعٌ |
لَهُ المأثُرَاتُ البِيضُ ذاتُ المكارِمِ |
فَإنّي لأسْتَحْيِي، وَإني لعَابِىءٌ |
لكُمْ بَعضَ مُرّاتِ الهِجاءِ العَوَارِمِ |
ألمْ تَذْكُرُوا أيامَكُمْ إذْ تَبيعُكمْ |
بَغِيضٌ وَتُعطي مَالكُمْ في المَغارِمِ |
يُعَجِّلْنَ يَرْهَصْنَ البُطُونَ إليكمُ |
بأعجازِ قِعدانِ الوِطابِ الرّوَاسِمِ |
بَني عامِرٍ هَلاّ نَهَيْتُمْ عَبيِدَكُمْ |
وَأنْتُمْ صِحاحٌ مِنْ كُلُومِ الجَرَائمِ |
فإني أظُنّ الشِّعْرَ مُطّلِعاً بِكُمْ |
مَنَاقِبَ غَوْرٍ عَامِداً للمَوَاسِمِ |
وَإنْ يَطّلِعْ نَجْداً تَعضّوا بَنانَكُمْ |
على حِينَ لا تُغْني نَدامَةُ نَادِمِ |
وَما تَرَكَتْ منْ قَيس عَيلانَ بالقَنَا، |
وَبالهُنْدُوَانِيّاتِ، غَيْرَ الشّرَاذِمِ |
بَناتُ الصّرِيحِ الدُّهْمُ فَوْقَ مُتونِها |
إذا ثَوَّبَ الدّاعي رِجالُ الأرَاقِمِ |
أظَنّتْ كِلابُ اللّؤمِ أنْ لَستُ شاتماً |
قَبائِلَ إلاّ ابْنَيْ دُخَانٍ بِدارِمِ |
لَبئْسَ إذاً حامي الحَقِيقَةِ وَالّذِي |
يُلاذُ بِهِ مِنْ مُضْلِعَاتِ العَظَائِمِ |
وكَمْ من لَئِيمٍ قَدْ رَفَعتُ له اسمَهُ |
وَأطْعَمتُهُ باسْمي وَلَيسَ بطاعِمِ |
وَكانَ دقيقَ الرّهْطِ، فازْدادَ رِقّةً، |
وَلُؤماً وَخِزْياً فاضِحاً في المَقَاوِمِ |
أباهِلَ! إنّ الذّلّ بالّلؤمِ قَدْ بَنى |
عَلَيكُمْ خِباءَ اللّؤمِ ضْربَةَ لازِمِ |
أباهِلَ! هلْ منْ دونكُمْ إنْ رُدِدْتُمُ |
عَبِيداً إلى أرْبابكُمْ مِنْ مُخاصِمِ |
أبَاهِلَ! مَا أنْتُمْ بِأوّل مَنْ رَمَى |
إليّ، وَإنْ كُنتُمْ لئامَ الألائِمِ |
فإنْ تَرْجِعوني حيثُ كُنتُمْ رَدَدْتُمُ |
فَقَدْ رُدّ بِالمَهْدِيِّ كُلُّ المَظَالِمِ |
وَهَلْ كُنْتُمُ إلاّ عَبِيداً نَفَيْتُمُ |
مُقَلَّدةً أعْنَاقُهَا بالخوَاتِمِ |
إذا أنْتمَا يا ابْنَيْ رَبِيعَةَ قُمْتُمَا |
إلى هُوّةٍ لا تُرْتَقى بِالسّلالِمِ |
فَإيّاكُمَا لا أدْفَعَنّكُمَا مَعاً |
إلى قَعْرِهَا بَعْدَ اعْترَاقِ المَلاوِمِ |
وَإنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دارِماً |
لإحْدى الأمُورِ المُنكَرَاتِ العَظائِمِ |
وَهَلْ في مَعَدٍّ مِنْ كِفَاءٍ نَعُدُّهُ |
لَنَا غَيرَ بَيْتَيْ عَبدِ شَمسٍ وَهاشِمِ |
ألسْنَا أحَقَّ النّاسِ حِينَ تَقايَسُوا |
إلى المَجْدِ بالمُستَأثَرَاتِ الجَسايِمِ |
وَإنْ تَبْعَثُوني بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً |
أكُنْ كَذابِ النّارِ ذاتِ الجَحائِمِ |
وإنّ هِجائي ابْنْي دُخَانٍ، وأْنتُمَا |
كَأمْلَسَ مِنْ وَقْعِ الأسِنّةِ سالمِ |
فَلَمْ تَدَعِ الأيّامُ، فاستَمِعا التي |
تُصِمّ وَتُعْمي بِالكِبَارِ الخَوَاطِمِ |
وَقَدْ عَلِمَتْ ذُهْلاَ رِبِيعَةَ أنّكُمْ |
عبِيدٌ، وَكُنْتُمْ أعْبُداً للّهَازِمِ |
فَقَدْ كُنْتُمُ في تَغْلِبٍ بِنْتِ وَائِلٍ |
عَبيداً لهمْ، يُعطَوْنَ خَرْجَ الدّرَاهمِ |