غَدَوْتُ وَقَدْ أزْمَعتُ وَثْبَةَ ماجِدٍ
|
لأفْديَ بِابْني من رَدَى المَوْتِ خاليَا
|
غُلامٌ أبُوهُ المُستَجارُ بقَبْرِهِ،
|
وَصَعْصَعةُ الفَكّاكُ مَنْ كانَ عانيَا
|
وَكنتُ ابن أشياخٍ يُجيرُونَ مَن جنى
|
وَيُحيُونَ بالغَيْثِ العِظامَ البَوَالِيَا
|
يُداوُونَ بالأحلامِ وَالجَهْلِ مِنهُمُ
|
وَيُؤسَى بِهمْ صَدعُ الذي كان وَاهِيَا
|
رَهَنْتُ بَني السِّيدِ الأشائِمِ مُوفِياً
|
بمَقْتُولهِمْ عِنْدَ المُفاداةِ غَالِيَا
|
وَقُلتُ أشِطّوا يا بَني السِّيد حَكَمَكُمْ
|
عَلَيّ، فَإني لا يَضِيقُ ذِرَاعِيَا
|
إذا خُيّرَ السّيدِيُّ بَينَ غَوَايَةٍ
|
وَرُشْدٍ أتَى السيِّديُّ ما كانَ غاوِيَا
|
ولَوْ أنّني أعطَيْتُ ما ضَمّ وَاسِطٌ
|
أبَى قَدَرُ الله الّذِي كَانَ مَاضِيَا
|
وَلمّا دَعاني، وَهوَ يَرْسُفُ، لمْ أكُنْ
|
بَطِيئاً عَنِ الدّاعي، وَلا مُتَوَانِيَا
|
شَدْدتُ على نِصْفي إزِارِي، وَرُبّما
|
شَدَدْتُ لأحْداثِ الأمُورِ إزَارِيَا
|
دَعَاني وَحدُّ السّيْفِ قَد كانَ فوْقَه
|
فأعطَيتُ مِنه ابني جَميعاً وَمَالِيَا
|
وَلمْ أرَ مِثْلي إذْ يُنَادَى ابنُ غالِبٍ
|
مُجيباً، ولا مِثْلَ المُنادي مُنَادِيَا
|
فما كانَ ذَنْبي في المَنِيّةِ إنْ عصَتْ
|
ولَمْ أتّرِكْ شَيْئاً عَزيزاً وَرَائِيَا
|