وَجَدْنَا الأبْرَشَ الكَلْبيَّ تَنمي |
بهِ أعرَاقُ ذي حَسَبٍ كَرِيمِ |
نمَاهُ أبُوهُ في حَيْثُ اسْتَقَرّتْ |
قُضَاعَةُ فَوْقَ عادِيٍّ جَسِيمِ |
على الأحسابِ يَفضُلُ طُولَ باعٍ |
أغَرَّ، وَلَيسَ بالحَسَبِ البَهِيمِ |
إلَيكَ يَصِيرُ مِنْ كَلْبٍ حَصَاها، |
وَحِلْفُ الأكْثَرِينَ بَني تَميمِ |
هُمُ حُلَفَاؤكَ الأدْنَوْنَ غَمّوا |
أُنُوفَ عَدُوّ قَوْمِكَ بالرُّغُومِ |
وَكائِنْ فيكَ مِنْ سَاعَاتِ يَوْمٍ |
مِنَ الفَرّاءِ بَادِيَةِ النّجُومِ |
مَرَيتَ بسَيفِكَ المَسلُولِ فيهِمْ، |
مَوَاطِنَ كُلِّ مُبْدِيَةِ الغُمُومِ |
وَكَائِنْ مِنْ وَقَائِعِ يَوْمَ بأسٍ |
لكَلْبٍ كُنّ في عَرَبٍ وَرُومِ |
أشَدُّ النّاسِ يَوْمَ البأسِ كَلْبٌ، |
وَأثْقَلُهُ مَوَازِينُ الحُلُومِ |
فإني وَالّذي حَجّتْ قُرَيْشٌ، |
بحَلْفَةِ لا ألَدَّ وَلا أثِيمِ |
يَحِنّ إلَيْهِ فِيهِ مُخَدَّماتٌ |
وَدامٍ مِنْ مَناكِبِهَا كَلِيمِ |
فَإنّي، والرّكَابُ حَلِيفُ كَلْبٍ، |
كَرِيمٌ سَاقَهُنّ إلى كَرِيمِ |
إلَيْكَ نُعَرِّقُ الأشْرَافَ مِنْهَا |
على ظَهْرِ المُطَبَّقِ وَالصّمِيمِ |
إذا بَلّغْتني رَحْلي ونَفْسِي |
إلى الكَلْبيِّ، ناقَ، فلا تَقُومي |
فَقَدْ بَلّغْتِني مَنْ كُنْتُ أرْجُو |
جَداهُ، رَجَاةَ هَطّالٍ سَجُومِ |
وَكَمْ مِنْ قاتِلٍ للجوعِ فِيكُمْ، |
ضَرُوبٍ بالحُسَامِ على الصّمِيمِ |
وَكَمْ قَدْ غَيّرَ الأبْدانَ مِنّا |
على شُعْبِ الرّحالِ من السَّمُومِ |
وَكائِنْ قَدْ شَنَفْنَ مُقَلِّصَاتٍ |
إلى صَوْتٍ، وَما هُوَ غَيرُ يَوْمِ |
تَجاوَبُ، وَهيَ في دَيْجورِ لَيْلٍ، |
تَفَجُّعَ هامَتَينِ على الأرُومِ |