لَقَدْ طَلَبَتْ بالذَّحلِ غَيرَ ذَمِيمَةٍ |
إذا ذُمّ طُلاَّبُ الذُّحُولِ الأخاضِرُ |
هُمُ جرّدوا الأسيافَ يَوْمَ ابنِ أخضرٍ |
فَنَالُوا الّتي لا فَوْقَها نَالَ ثَائرُ |
أقَادُوا بهِ أُسْداً لهَا في اقْتِحَامِهَا |
عَلى الغَمرَاتِ في الحُرُوبِ بَصَائِرُ |
وَلَمْ يعْتِمِ الإدرَاكُ منهُمْ بذَحلِهم |
فَيَطْمَعَ فيهِمْ بَعْدَ ذلكَ غادِرُ |
كفِعلِ كُلَيْبٍ يَوْمَ يدعو ابنُ أخضرٍ |
وقد نَشِبَتْ فيهِ الرّماحُ الشّوَاجرُ |
فَلَمْ يَأتِهِ مِنْهَا، وَبَينَ بُيُوتِهَا |
أصِيبَ ضيَاعاً، يَوْمَ ذلك، نَاجِرُ |
وَهُمْ حَضَرُوهُ غَائِبِينَ بنَصْرِهِمْ، |
وَنَصرُ اللّئِيمِ غائِبٌ، وَهوَ حاضِرُ |
وَهُمْ أسْلَمُوهُ فاكْتَسَوْا ثوْبَ لامةٍ |
سَيَبْقَى لهمْ ما دامَ للزّيتِ عاصِرُ |
فَما لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ أوّلٌ، |
ولا لكُلَيْبٍ في المَكارِمِ آخِرُ |
ولا في كُلَيْبٍ إنْ عَرَتْهُمْ مُلِمّةٌ |
كَرِيمٌ عَلى ماأحْدَثَ الدّهرُ صَابرُ |