أحمد محمد اقبيل

1841-
تباينت الأقوال في تاريخ ولادة القبّاني الدّمشقي. فمِن قائلٍ إنّه ولد عام 1833 ويُزكّي هذا القول النّاقد فؤاد دوارة؛ ومِن قائلٍ إنّه وُلدَ بدمشق عام 1841م.

 

ولد أحمد محمد اقبيل (اقبين)، الشّهير بإسم "أحمد محمّد أبو خليل القبّاني"، في دمشق. ولفظة "القبّاني" جاءت لأنّ أسرته كانت تعمل بالموازين الكبيرة التي تُسمّى بهذا الإسم.

 

هَوَى الأدب والشّعر والفنّ والتّمثيل منذ شبابه. واشتغل بالصّحافة وكوّن فرقةً تمثيليّةً، شجّعها حكّام الشّام من الأتراك في بادئ الأمر، ثم انقلب الحال فهرب "أحمد أبو خليل القبّاني" إلى مصر.

 

وعندما حضر القبّاني إلى الإسكندرية عام 1884، رحّبت به جريدة الأهرام، حين كان يقدّم فنّه التّمثيلي بقهوة الدّانوب، المعروفة بقهوة "سليمان بك رحمي". وقالت "الأهرام" إنّ جوق (فرقة) القبّاني مؤلّف من مهرة متفنّنين في ضروب التّمثيل وأساليبه، ويجمع المُنشدين والمُطربين الذّين تروق لسماعهم الأذن؛ ودعت الجنس العربي ليعضدوا هذا الفن.

 

ومن الطّريف أنّ فرقة أبو خليل القبّاني قد استعانت بالمطرب الكبير عبده الحامولي وهي تُقدّم مسرحيّتها "عنترة العبسي" في مسرح "زيزينيا" بالإسكندرية، في 9 أغسطس 1884، ثم بدار الأوبّرا بالقاهرة في العام التّالي عن طريق تقديم عبده الحامولي في وصلاتٍ غنائيّةٍ أثناء العرض.

 

كان أعضاء فرقة القبّاني أناس قليلو الدّراية بالفن. وقد ظلّ يُدرّبهم حتّى بلغ بهم شأنًا لا بأس به. ولمّا كان العنصر النّسائي المصري مفقودًا تمامًا، فقد استعان القبّاني بغلمان، ليقوموا بأداء أدوار النّساء.

 

كان القباني أديبًا وراويةً للشّعر؛ يحفظُ كثيرًا من النّوادر والملح، ومحدّثًا حاضر النُّكتة، عذب الرّوح.