طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا،
|
وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
|
طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ
|
خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ
|
بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ،
|
وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ
|
قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى
|
زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ
|
فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا
|
سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ
|
رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً
|
مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ
|
إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى
|
مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ
|
صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا
|
وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ
|
بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ
|
بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ
|
دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا
|
وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ
|
وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى
|
رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ
|
وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ
|
وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ
|
إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ
|
سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ
|
بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا
|
قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ
|
مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ،
|
وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ
|
أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا،
|
وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ
|
وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ
|
عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ
|
أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم
|
رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ
|
وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ
|
طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ
|
وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا،
|
إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ
|