كَيْفَ بِبَيْتٍ قَرِيبٍ مِنْكَ مَطلَبُهُ |
في ذاكَ مِنكَ كنائي الدّارِ مَهجُورِ |
دَسّتْ إليّ بِأنّ القَوْمَ إنْ قَدَرُوا |
عَلَيْكَ يَشفُوا صُدوراً ذاتَ توْغيرِ |
إلَيْكَ مِنْ نَفَقِ الدَّهْنَا وَمَعْقُلَةٍ |
خاضَتْ بِنا اللّيلَ أمثالُ القَراقِيرِ |
مُسْتَقْبِلينَ شَمالَ الشّأمِ تَضْرِبُنا |
بحاصِبٍ كنَديفِ القُطنِ مَنْثُورِ |
عَلى عمائِمنَا يُلْقَى وَأرْحُلِنَا، |
عَلى زَوَاحِفَ نُزْجِيها مَحَاسِيرِ |
إني وَإيّاكِ إنْ بَلّغْنَ أرْحُلَنَا، |
كمَن بَوَاديهِ بعَدَ المَحلِ ممطُورِ |
وفي يمينِكَ سَيْفُ الله قَدْ نُصِرَتْ |
عَلى العَدُوّ، وَرِزْقٌ غَيْرُ مَحْظُورِ |
وَقَدْ بَسَطْتَ يَداً بَيْضَاءَ طَيّبَةً |
للنّاسِ مِنكَ بفَيْضٍ غَيرِ مَنزُورِ |
يا خَيْرَ حَيٍّ وَقَتْ نَعْلٌ لَهُ قَدَماً، |
وَمَيّتٍ، بَعْدَ رُسْلِ الله، مَقْبُورِ |
إني حَلَفْتُ، ولَمْ أحْلِفْ على فَنَدٍ، |
فِنَاءَ بَيْتٍ مِنَ السّاعينَ مَعمُورِ |
في أكْبَرِ الحَجّ حافٍ غَيرَ مُنْتَعِلٍ |
مِنْ حَالِفٍ مُحرِمٍ بالحَجّ مَصْبورِ |
بالباعِثِ الوَارِثِ الأمْوَاتِ قَد ضَمِنتْ |
إيّاهُمُ الأرْضَ بالدّهرِ الدّهارِيرِ |
إذا يَثُورُونَ أفْوَاجاً كَأنّهُمُ |
جَرَادُ رِيحٍ من الأجداثِ مَنشورِ |
لَوْ لَمْ يُبَشِّرْ بِهِ عِيسَى وَبَيَّنَهُ، |
كُنْتَ النّبيَّ الّذي يَدعُو إلى النُّور |
فأنْتَ، إذْ لَمْ تَكُنْ إيّاهُ، صَاحبُهُ |
مَعَ الشّهِيدَينِ وَالصِّدِّيقُ في السُّورِ |
في غُرَفِ الجَنّةِ العُلْيَا التي جُعِلَتْ |
لَهُمْ هُناكَ بِسَعْيٍ كانَ مَشكُورِ |
صَلّى صُهَيْبٌ ثَلاثاً ثُمّ أنْزَلَهَا |
على ابنِ عَفّانَ مُلْكاً غَيرَ مَقصُورِ |
وَصِيّةً مِنْ أبي حَفْصٍ لِسِتّتِهمْ |
كَانُوا أحِبّاءَ مَهْدِيٍّ وَمَأمُورِ |
مُهَاجِرِينَ رَأوْا عُثْمَانَ أقْرَبَهُمْ |
إذْ بَايَعُوهُ لهَا وَالبَيْتِ والطُّورِ |
فَلَنْ تَزَالَ لَكُمْ، وَالله أثْبَتَهَا |
فيكُمْ، إلى نَفخَةِ الرّحمَنِ في الصُّورِ |
إني أقُولُ لأصْحَابي، وَدُونَهُمُ |
مِنَ السّمَاوَةِ خَرْقٌ خاشعُ القُورِ: |
سيرُوا، ولاَ تَحْفِلُوا إتْعابَ رَاحِلَةٍ، |
إلى إمَامٍ بِسَيْفِ الله مَنْصُورِ |
إني أتَاني كِتَابٌ كُنْتُ تَابِعَهُ |
إليّ مِنْكَ، وَلَمْ أُقْبِلْ مَعَ العِيرِ |
ما حَمَلَتْ نَاقَةٌ مِنْ سُوقَةٍ رَجُلاً |
مِثْلي، إذا الرّيحُ لَفّتْني على الكُورِ |
أكْرَمُ قَوْماً وَأوْفَى عِنْدَ مُضْلِعَةٍ |
لمُثْقَلٍ مِنْ دِمَاءِ القَوْمِ مَبْهُورِ |
إلاّ قُرَيْشاً، فَإنّ الله فَضّلَهَا |
معَ النّبُوّةِ بالإسْلامِ وَالخِيرِ |
مِنْ آلِ حَرْبٍ، وَفي الأعياصِ مَنزِلهم، |
هُمْ وَرّثُوكَ بِنَاءً عَاليَ السُّورِ |
حَرْبٌ وَمَرْوَانُ جدّاكَ اللّذا لَهُمَا |
مِنَ الرّوَابي عَظِيمَاتُ الجَمَاهيرِ |
تَرَى وُجُوهَ بَني مَرْوَانَ تَحْسِبُهَا، |
عِنْدَ اللّقاءِ، مَشُوفاتِ الدّنانيرِ |
الضّارِبينَ على حَقٍّ، إذا ضَرَبُوا |
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَلَيْسُوا بالعَوَاوِيرِ |
غَلَبْتُمُ النّاسَ بالحَقّ الّذي لَكُمُ |
عَلَيْهِمُ وَبِضَرْبٍ غيرِ تَعْذِيرِ |
إنّ الرّسُولَ قَضَاهُ الله رَحْمَتَهُ |
للنّاسِ، وَالنّاسُ في ظَلْماءَ دَيجُورِ |
لَقَدْ عَجِبْتُ مِنَ الأزْديّ جَاءَ بِهِ |
يَقُودُهُ للمَنَايَا حَيْنُ مَغْرُورِ |
حَتى رَآهُ عِبَادُ الله في دَقَلٍ |
مُنَكَّساً، وَهْوَ، مَقْرُونٌ بخِنْزِيرِ |
لَلسُّفْنُ أهْوَنُ بَأساً إذْ تُقَوِّدُهَا |
في المَاءِ مَطْلِيَّةَ الألْوَاحِ بِالْقِيرِ |
وَهُمْ قِيَامٌ بِأيْدِيهِمْ مَجَادِفُهُمْ |
مُنَطَّقِينَ عُرَاةً في الدَّقَارِيرِ |
حتى رَأَوْا لأبي العَاصِي مُسَوَّمَةً، |
تَعْدُو كَرَادِيسَ بالشُّمّ المَغَاوِيرِ |
مِنْ حَرْبِ آلِ أبي العاصِي إذا غضِبوا |
بِكلّ أبْيَضَ كالمِخْرَاقِ مأثُورِ |
اخْسَأْ كُلَيْبُ، فإنّ الله أنْزَلَكُمْ |
قِدْماً مَنَازِلَ إذْلالٍ وَتَصْغِيرِ |