لمّا رَأيْتَ الأرْض قَدْ سُدّ ظَهرُهَا، |
وَلمْ تَرَ إلاّ بَطْنَهَا لَكَ مَخْرَجَا |
دَعَوْتَ الذي ناداهُ يُونُسُ بَعدَمَا |
ثَوَى في ثلاثٍ مُظْلِمَاتٍ، فَفَرّجَا |
فأصْبحتَ تحتَ الأرْض قد سرّت ليلَةً، |
وَمَا سَارَ سَارٍ مِثْلَها حِينَ أدْلَجَا |
هُمَا ظُلْمَتَا لَيْلٍ وَأرْضٍ تَلاقَتَا |
عَلى جَامِحٍ مِنْ أمرِهِ ما تَعَرّجَا |
خَرَجْتَ وَلمْ يَمْنُنْ عَلَيكَ طَلاقَةً |
سِوَى رَبِذِ التّقْرِيبِ من آلِ أعوَجَا |
أغَرَّ مِنَ الحُوّ الجِيادِ، إذا جَرَى |
جرَى جرْيَ عُرْيانِ القَرَا غيرِ أفحجا |
جَرَى بكَ عُرْيانُ الحَماتَينِ لَيْلَةً، |
بها عَنكَ رَاخى الله ما كانَ أشنَجَا |
وَما احتَالَ مُحتالٌ كَحيلَتِهِ الّتي |
بهَا نَفْسَهُ تحتَ الضّرِيحَةِ أوْلَجَا |
وَظلماءَ تحتَ الأرْضِ قد خضّتَ هوْلها، |
وَلَيْلٍ كَلَوْنِ الطّيْلَسانيّ أدْعَجَا |