تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا |
وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ |
لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ |
إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ |
ألَسْتَ إذا القَعْسَاءُ أنْسَلَ ظَهرَها |
إلى آلِ بِسْطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِبِ |
لَقُوا ابْنَيْ جِعَالٍ وَالجِحاشُ كأنّها |
لَهُمْ ثُكَنٌ وَالقَوْمُ مِيلُ العَصَائبِ |
فَقالا لَهُمْ: ما بالكُمْ في بِرَادِكُمْ، |
أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَوْلَ رَيّانَ لاعبِ |
فَقالُوا: سَمِعنا أنّ حَدرَاءَ زُوّجَتْ |
على مائَةٍ شُمِّ الذُّرَى وَالغوَارِبِ |
وَفِينَا مِنَ المِعْزَى تِلادٌ كَأنّهَا |
ظَفَارِيّةُ الجَزْعِ الّذي في التّرَائِبِ |
بِهِنّ نَكَحْنَا غَالِيَاتِ نِسَائِنَا، |
وَكُلُّ دَمٍ مِنّا عَلَيْهِنّ وَاجِبِ |
فَقالا: ارْجِعُوا إنّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ |
يَدَيْ كُلّ سَامٍ منْ رَبيعَةَ شاغِبِ |
فَإلاّ تَعُودوا لا تَجيئُوا وَمِنْكُمُ |
لَهُ مِسْمَعٌ غَيرُ القُرُوحِ الجَوَالِبِ |
فَلَوْ كنتَ من أكفاءِ حَدرَاءَ لمْ تَلُمْ |
على دارِميٍّ بَينَ لَيْلى وَغَالِبِ |
فَنَلْ مِثْلَها مِنْ مِثْلِهِمْ ثُمّ لمُهمُ |
بما لَكَ مِنْ مالٍ مُرَاحٍ وَعازِبِ |
وَإني لأخشَى إنْ خَطَبْتَ إلَيْهِمُ |
عَلَيكَ الذي لاقَى يَسارُ الكوَاعِبِ |
وَلَوْ قَبِلُوا مِنّي عَطِيّةَ سُقْتُهُ |
إلى آلِ زِيقٍ مِنْ وَصِيفٍ مُقارِبِ |
هُمُ زَوّجوا قَبلي ضِرَاراً وَأنْكَحُوا |
لَقيطاً وَهُمْ أكْفَاؤنَا في المَنَاسِبِ |
ولَوْ تُنكِحُ الشّمْسُ النّجومَ بناتِها |
إذاً لَنَكَحْناهُنّ قَبْلَ الكَوَاكِبِ |
وَمَا استَعْهَدَ الأقوامُ من زَوْجِ حرّةٍ |
من النّاسِ إلاّ مِنكَ أوْ من مُحارِبِ |
لَعَلّكَ في حَدرَاءَ لُمتَ على الذي |
تَخَيّرَتِ المِعْزَى عَلى كُلّ حالِبِ |
عَطِيّةَ أوْ ذي بُرْدَتَينِ كَأنّهُ |
عَطِيّةُ زَوْجٍ لِلأتَانِ وَرَاكِبِ |