أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا |
نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ |
فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه |
مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ |
يَكُونُ أمَامَ الخَيْلِ أوّلَ طاعِنٍ، |
وَيَضْرِبُ أُخْرَاهَا، إذا هيَ وَلّتِ |
عَشِيّةَ لا يَدْرِي يَزيِدُ أيَنْتَحي |
على السّيفِ أمْ يُعطي يداً حينَ شَلّتِ؟ |
وَأصْبَحَ كالشقْرَاءِ تُنحَرُ، إن مَضَتْ، |
وَتُضرَبُ سَاقَاها، إذا مَا تَوَلّتِ |
لَعَمْرِي! لَقَدْ جَلّى هُرَيمٌ بسَيْفِهِ |
وُجُوهاً عَلَتْها غُبْرَةٌ فَتَجَلّتِ |
وَقَائِلَةٍ: كَيْفَ القِتَالُ، وَلَوْ رَأتْ |
هُرَيْماً لَدَارَتْ عَيْنُها وَاسمَدَرّتِ |
وَمَا كَرّ إلاّ كانَ أوّلَ طَاعِنٍ، |
وَلا عَايَنَتْهُ الخَيْلُ إلاّ اشمأزّتِ |
أتَاكَ ابنُ مَرْوَانٍ يَقُودُ جُنُودَهُ، |
ثَمَانِينَ ألْفاً، خَيْلُها قَد أظَلّتِ |
فَلَمْ يُغْنِ ما خَندَقْتَ حَوْلكَ نقرَةً |
منَ البِيضِ من أغمادِها حينَ سُلّتِ |
كأنّ رُؤوس الأزْدِ خُطْبَانُ حَنظلٍ |
تَخِرّ عَلى أكْتافِهِمْ حِينَ وَلّتِ |
أتَتْكَ جُنُودُ الشّام تَخفِقُ فَوْقَها |
لِهَا خِرَقٌ كالطّيْرِ حِينَ اسْتقَلّتِ |
تُخَبّرُكَ الكُهّانُ أنّكَ نَاقِضٌ |
دِمشق التي كانَتْ إذا الحرْبُ حَرّتِ |
صُخورُ الشظا من فرْع ذي الشَّرْي فانتمتْ |
فطالَتْ على رَغْمِ العِدى فاشمَخرّتِ |
ألَمْ يَكُ للبَرْشاءِ هادٍ يُقِيمُهَا |
على الحَقّ إذ كانتْ بها الأزْدُ ضَلّتِ |
أتَابِعَةُ الأوْثَانِ بَكْرُ بنُ وَائِلٍ، |
وَقَد أسلَمَتْ تِسعِينَ عاماً وَصَلّتِ؟ |