ألا مَنْ لمُعتادٍ منَ الحُزْنِ عَائِدي،
|
وَهَمٍّ أتَى دونَ الشّرَاسيفِ عامدي
|
وكم من أخٍ لي ساهرِ اللّيلِ لمْ يَنَمْ،
|
وَمُسْتَثْقِلٍ عَنّي مِنَ النّوْمِ رَاقِدِ
|
وَما الشّمسُ ضَوءْ المَشرِقَينِ إذا بدتْ،
|
ولَكِنّ ضَوْءَ المَشْرِقَينِ بِخَالِدِ
|
ستَسْمَعُ مَا تُثْني عَلَيكَ إذا التَقتْ
|
عَلى حَضْرَمَوْتٍ جامَحَاتُ القَصَائِدِ
|
ألمْ تَرَ كَفَّيْ خَالِدٍ قَدْ أدَرّتَا
|
عَلى النّاسِ رِزْقاً من كَثيرِ الرّوَافِدِ
|
وَكانَ لَهُ النّهْرُ المُبَارَكُ فارْتَمَى
|
بمثْل الزّوَابي مُزْبداتٍ حَوَاشِدِ
|
فَما مِثْلُ كَفَّيْ خالِدٍ حينَ يَشترِي
|
بِكُلّ طَرِيفٍ كُلَّ حَمْدٍ وَتَالِدِ
|
فَزِدْ خالِداً مثْلَ الذي في يَمينِهِ
|
تَجِدْهُ عنِ الإسلامِ من خَيرِ ذائدِ
|
كَأني، ولا ظُلْماً أخافُ، لخَالِدٍ
|
مِنَ الشامِ دارٍ، أوْ سِمامَ الأساوِدِ
|
وَإني لأرْجو خَالِداً أنْ يَفُكّني،
|
وَيُطْلِقَ عَنّي مُثْقَلاتِ الحَدائدِ
|
هُوَ القَائِدُ المَيْمُونُ والكاهلُ الذي
|
يَثُوبُ إلَيْهِ النّاسُ منْ كُلّ وَافِدِ
|
بِهِ تُكشَفُ الظَّلماءُ من نُورِ وَجهِهِ
|
بِضَوْءِ شِهَابٍ ضَوْؤهُ غَيرُ خَامِدِ
|
ألا تَذكُرُونَ الرحْمَ أوْ تُقرِضُونَني
|
لكُمْ خُلُقاً منْ وَاسعِ الحِلمِ ماجِدِ
|
فإنْ يَكُ قَيْدي رَدّ هَمّي فَرُبّما
|
تَرَامَى بهِ رَامي الهُمُومِ الأبَاعِدِ
|
من الحامِلاتِ الحَمدَ لمّا تَكَشّفَتْ
|
ذَلاذِلُها وَاستَأوَرَتْ لِلْمُنَاشِدِ
|
فَهَلْ لابنِ عَبْدِ الله في شَاكِرٍ لكم
|
لمَعرُوفِ أنْ أطْلَقْتُمُ القَيدَ حامِدِ
|
وَمَا مِنْ بَلاءٍ غَيرَ كُلّ عَشِيّةٍ،
|
وَكُلِّ غَداةٍ زَائِراً غَيرَ عَائِدِ
|
يَقولُ ليَ الحَدّادُ: هلْ أنتَ قَائِمٌ،
|
وَهَلْ أنَا إلاّ مِثْلُ آخَرَ قَاعِدِ
|
كَأني حَرُورِيٌّ لَهُ فَوْقَ كَعْبِهِ
|
ثَلاثُونَ قَيْداً من قَرُوصٍ مُلاكِدِ
|
وَإمّا بدَينٍ ظاهرٍ فَوْقَ سَاقِهِ،
|
فَقَدْ عَلِمُوا أنْ لَيْسَ دَيني بناقدِ
|
وَرَاوٍ عَليّ الشِّعْرَ مَا أنَا قُلْتُهُ
|
كمُعْترِضٍ للرّمْحِ دُونَ الطّرَائِدِ
|