أبو حامد الإسفرايني

344- 406 هـ

الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفرايني، الفقيه الشافعي؛ انتهت إليه رياسة الدنيا والدين ببغداد، وكان يحضر مجلسه أكثر من ثلثمائة فقيه، وعلق على مختصر المزني تعاليق، وطبق الأرض بالأصحاب، وله في المذهب التعليقة الكبرى، وكتاب البستان، وهو صغير، وذكر فيه غرائب، وأخذ الفقه عن ابي الحسن بن المرزبان، ثم عن أبي القاسم الداركي، واتفق أهل عصره على تفضيله وتقديمه في جودة النظر.

 

قال الخطيب في تاريخ بغداد: إن أبا حامد حدث بشيء يسير عن عبد الله بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن محمد بن عبدل الإسفرايني وغيرهم، وكان ثقة، ورأيته غير مرة، وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله ابن المبارك، وهوالمسجد الذي في صدر قطيعة الربيع، وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة متفقه، وكان الناس يقولون: لورآه الشافعي لفرح به.

 

وحكى الشيخ أبو إسحاق في الطبقات أن أبا الحسين القدوري الحنفي كان يعظمه ويفضله على كل أحد، وأن الوزير أبا القاسم علي بن الحسين حكى له عن القدوري أنه قال: أبو حامد عندي أفقه وانظر من الشافعي، قال الشيخ: فقلت له: هذا القول من القدوري حمله عليه اعتقاده في الشيخ أبي حامد وتعصبه بالحنفية على الشافعي رضي الله عنه، ولا يلتفت إليه، فإن أبا حامد ومن هو اعلم منه وأقدم على بعد من تلك الطبقة، وما مثل الشافعي ومثل من بعده إلا كما قال الشاعر:

نزلوا بمكة في قبائل نوفل       ونزلت بالبيداء أبعد منزل

قدم
بغداد في سنة ثلاث وستين وثلثمائة، وقال الخطيب: سنة أربع وستين، ودرس الفقه بها من سنة سبعين إلى أن توفي ليلة السبت لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال ببغداد، ودفن من الغد في داره ثم نقل إلى باب حرب في سنة عشر وأربعمائة.

قال الخطيب: وصليت على جنازته في الصحراء وراء جسر أبي الدن.

ونسبته إلى إسفراين - بكسر الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء المهملة وكسر الياء المثناة من تحتها، وبعدها نون - وهي بلدة بخراسان بنواحي نيسابور، على منتصف الطريق إلى جرجان.

المرجع: وفيات الأعيان