رَأى عَبْدُ قَيسٍ خَفْقَةً شَوّرَتْ بها |
يَدا قَابِسٍ ألْوَى بهَا ثمّ أخْمَدَا |
أعِدْ نَظَراً يَا عَبْدَ قَيْسٍ فَرُبّمَا |
أضَاءتْ لَكَ النّارُ الحِمارَ المُقَيَّدَا |
حِمَارُ كُلَيْبيّينَ لمْ يَشْهَدُوا به |
رِهَاناً وَلم يُلْفَوْا على الخَيل رُوَّدَا |
عَسى أنْ يُعيدَ المُوقدُ النّارَ فالتمسْ |
بعَينَيْكَ نَارَ المُصْطَلي حَيْثُ أوْقَدا |
فَمَا جَهِدُوا يَوْمَ النِّسَارِ، وَلمْ تَعُدْ |
نِسَاؤهُمُ مِنْهُمْ كَمِيّاً مُوَسَّدا |
كُلَيْبِيّة لَمْ يَجْعَلِ الله وَجهَهَا |
كَرِيماً ولمْ تَزْجُرْ لهَا الطّيرُ أسعَدا |
فكَيْفَ وَقَدْ فَقَّأتُ عَينَيكَ تَبتَغي |
عِنَاداً لِنَابَيْ حَيّةٍ قَدْ تَرَبّدا |
مِنَ الصُّمّ تكفي مَرّةً مِنْ لُعَابِهِ، |
وَمَا عادَ إلاّ كانَ في العَوْدِ أحمَدا |
تَرَى ما يمسّ الأرْضَ مِنه، إذ اسَرَى، |
صُدُوعاً تَفَأى بالدَّكادِكِ صُلَّدَا |
لَئِنْ عِبْتَ نَارَ ابنِ المَرَاغَةِ إنّهَا |
لألأمُ نَارٍ مُصْطَلينَ وَمَوْقِدا |
إذا أثْقَبُوهَا بِالكُدادَةِ لَمْ تُضيء |
رَئيساً وَلا عِنْدَ المُنِيخِينَ مَرْفَدا |
وَلَكِنّ ظِرْبَى عِنْدَهَا يَصْطَلُونها، |
يَصُفوّنَ للزَّرْبِ الصّفِيحَ المُسَنَّدا |
قَنَافِذُ دَرَامُونَ خَلْفَ جِحاشِهم |
لِمَا كَانَ إيّاهُمْ عَطِيّةُ عَوّدا |
إذا عَسْكَرَتْ أُمُّ الكُلَيْبيّ حَوْلَهُ |
وَظِيفاً لظُنْبُوبِ النّعامَةِ أسْوَدا |
عَمَدْتَ إلى بَدْرِ السّمَاءِ وَدُونَهُ |
نَفَانِفُ تَثْني الطَّرْفَ أنْ يَتَصَعّدا |
هَجَوْتَ عُبيداً أنْ قَضَى وَهوَ صَادقٌ، |
وَقَبْلَكَ مَا غَارَ القَضَاءُ وَأنْجَدا |
وَقَبْلَكَ مَا أحْمَتْ عَدِيٌّ دِيَارَهَا، |
وأصْدَرَ رَاَعِيهِمْ بِفَلّجٍ وَأوْرَدا |
هُمُ مَنَعُوا يَوْمَ الصُّلَيعاءِ سِرْبَهُمْ |
بِطَعْنٍ تَرَى فيهِ النّوَافِذَ عُنَّدا |
وَهُمْ مَنَعُوا مِنْكُمْ إرَابَ ظُلامَةً، |
فَلَمْ تَبْسُطُوا فِيها لِسَاناً وَلا يَدا |
وَمِنْ قَبلِها عُذْتُمْ بأسْيَافِ مازِنٍ |
غَداةَ كَسَوْا شَيبانَ عَضْباً مُهَنّدَا |