أنا ابنُ خِنْدِفَ وَالحَامي حَقِيقَتَها |
قد جَعلوا في يديّ الشّمسَ وَالقَمَرَا |
ولَوْ نَفَرْتَ بقَيْسٍ لاحتَقَرْتُهُمُ، |
إلى تَمِيمٍ تَقُودُ الخَيْلَ وَالعَكَرَا |
وَفِيهِمِ مائَتَا ألْفٍ فَوَارِسُهُمْ، |
وَحَرْشَفٌ كجُشاء الليل إذ زَخَرَا |
كَانُوا إذاً لِتَمِيمٍ لُقْمَةً ذَهَبَتْ |
في ذي بَلاعِيمَ لَهّامٍ، إذا فَغَرَا |
باتَ تَميمٌ وَهُمْ في بَعْضِ أوْعِيَةٍ |
مِنْ بَطْنِهِ قَدْ تَعَشّاهُمْ وَما شعرَا |
يا أيّهَا النّابِحُ العَاوِي لِشِقْوَتِهِ! |
إليّ أُخْبِرْكَ عَمّا تَجهَلُ الخَبَرَا |
بأنّ حَيّاتِ قَيْسٍ، إنْ دَلَفْتَ بها، |
حَيّاتُ مَاءٍ سَتَلْقَى الحَيّةَ الذَّكرَا |
أصَمَّ لا تَقْرَبُ الحَيّاتُ هَضْبَتَهُ، |
وَلَيْسَ حَيٌّ لَهُ عاشٍ يَرَى أثَرَا |
يا قَيْسَ عَيْلانَ إني كُنتُ قلتُ لكمْ |
يا قيسَ عَيلانَ أن لا تُسرِعوا الضّجَرا |
إني مَتى أهْجُ قَوْماً لا أدَعْ لَهُمُ |
سَمعاً إذا استَمعوا صَوْتي وَلا بَصَرَا |
يَا غَطَفَانُ دي مَرْعَى مُهَنّأةٍ |
تُعدي الصّحاحَ إذا ما عَرُّها انتشَرَا |
لاَ يُبْرىءُ القَطِرَانُ المَحْضُ ناشِرَها |
إذا تصَعَّدَ في الأعْتَاقِ واسْتَعَرَا |
لَوْ لمْ تَكُنْ غَطَفانٌ لا ذُنُوبَ لهَا |
إليّ لامَ ذَوُو أحْلامِهِمْ عُمَرَا |
مِما تَشَجّعَ مِنّي حِينَ هَجْهَجَ بي |
مِنْ بَينِ مَغرِبها وَالقَرْنِ إذْ فَطرَا |
إنْ تَمنَعِ التّمْرَ مِنْ رَازَانَ مائِرَنا |
فَلَسْتَ مانعَ جُلّ الحَيّ من هَجَرَا |
قَد كنتُ أنذرْتكُمْ حَرْبي إذا استعرَتْ |
نيرَانُها هيَ نَار تَقْذفُ الشّرَرَا |
قُبْحاً لنارِكُمُ وَالقِدْرِ إذْ نُصِبَتْ |
على الأثافي وَضَوْءُ الصّبْحِ قد جَشَرَا |
لَوْ كانَ يَعلَمُ مَا أنْتُمْ مُجاوِرُكُم |
لما أنَاخَ، إلى أحفاشِكُمْ، سَحَرَا |