أرَى ابنَ سُلَيْمٍ يَعصِمُ الله دِينَهُ |
بِه، وَأثَافي الحَرْبِ تَغلي قُدُورُهَا |
هُوَ الحَجَرُ الرّامي بِهِ الله مَنْ رَمَى |
إذا الأرْضُ بالناس اقشعَرّتْ ظهورُها |
وَكانَ إذا أرْضُ العَدُوِّ تَنَكّرَتْ |
فَبابنِ سُلَيْمٍ كانَ يُرْمَى نَكِيرُها |
تَرَى الخَيْلَ تَأبَى أنْ تَذِلّ لفارِسٍ |
سِوى ابنِ سُلَيْمٍ في اللقاء ذُكورُها |
وَرُومِيّةٍ فِيهَا المَنَايَا ضَرَبْتَهَا |
بشَهْبَاءَ يُعْشِي النّاظِرِينَ قَتِيرُها |
وَيَوْمَ تَلاقَتْ خَيْلُ بابِلَ بالقَنَا |
كتائِبَ قَد أبدى الضُّرُوسَ هرِيرُها |
فتَحْتَ لهمْ بالسّيفِ وَالخَيلُ تَلتَقي |
على المَوْتِ من كلّ الفِريقينِ زُورُها |
تَرَى خَيْلَهُ غِبَّ الوَقِيعَةِ أصْبَحَتْ |
مُكَلَّمَةً أعْنَاقُهَا وَنُحُورُها |
وَإنّا وَكَلْباً إخْوَةٌ، بَيْنَنَا عُرى |
من العَقْدِ قد شدّ القُوَى من يُغيرُها |
تُخاضُ مِيَاهٌ لا غُمُورَ لمَائِها، |
وَلَكِنّ كَلْباً لا تُخَاضُ بُحُورُها |
فَمَنْ يَأتِنَا يَرْجُو تَفَرُّقَ بَيْنِنَا |
يُلاقِ جِبَالاً دُونَ ذاكَ وُعُورُها |
حَليفانِ بالإسلامِ وَالحَقِّ تَنْتَهِي، |
إلى ابنِ سُلَيْمٍ بِالوفَاءِ، أُمُورُها |
هُوَ الحازِمُ المَيْمُونُ في كلّ وَقْعَةٍ |
لَهُ حِينَ تُسْتَلّ السّيُوفُ بَشِيرُها |
نُجِيرُ على كَلْبٍ فيَمضِي جِوَارُنا، |
وَيَعْقِدُ مِنْ كَلْبٍ عَلَيْنا مُجِيرُها |
لكَلبٍ حصىً لا يحسبُ الناسُ قِبصَهُ |
وَأكثرُ من كَلْبٍ عَديداً نَصِيرُها |
قَبَائِلُ ضَمّتْهَا قُضَاعَةُ مِنْهُمُ: |
هُذَيمٌ وَجسرٌ حينَ يطمو نَفيرُها |
سيُرْهَبُ من حَيَّيْ قضَاعةَ مَن عَوى |
إلَيِهمْ من الأُسدِ الغَوَادي زَئِيرُها |
إذا حِمْيَرٌ قِيلَ احْسبُوهَا، فإنّهَا |
قَليلٌ، فَكَلْبٌ فاحسبُوها كَثيرُها |
ألمْ تَكُ أرْباباً على النّاسِ حِمْيَرٌ، |
لَيَاليَ مَنْ عَزّ الرّجالَ أمِيرُها |