رَأتْني مَعَدٌّ مُصْحِراً فَتَناذَرَتْ |
بَدِيِهَةَ مَخْشِيّ الجَرِيرَةِ عَارمِ |
وَمَا جَرّبَ الأقْوَامُ مِني أنَاثَةً، |
لَدُنْ عَجموني بالضُّرُوسِ العَواجمِ |
بَرَى العَجْمُ أقوَاماً فَرَقّتْ عَظامُهم، |
وَأبدى صِقالي وَقْعُ أبيضَ صَارِمِ |
أتَاني وَعيدٌ مِنْ زِيَادٍ، فَلَمْ أنَمْ، |
وَسَيلُ اللّوَى دُوني وَهَضْبُ التّهايمِ |
فَبِتُّ كَأنّي مُشْعَرٌ خَيْبَرِيّةً |
سَرَتْ في عِظامي أوْ دِمَاءَ الأرَاقِمِ |
زِيادَ بن حَرْبٍ لَوْ أظُنّكَ تارِكي |
وَذا الضّغنِ قد خشْمتَه غير ظالِمِ |
لقَدْ كافَحَتْ مني العِراقَ قَصِيدَةٌ، |
رَجُومٌ مَعَ الماضِي رُؤوس المَخارِمِ |
خَفِيفَةُ أفْوَاهِ الرّوَاةِ، ثَقِيلَةٌ |
على قِرْنِهَا، نَزّالَةٌ بِالمَوَاسِمِ |
رَأيتُكَ مَن تَغضَبْ علَيهِ من امرِىء، |
ولَوْ كانَ ذا رَهْطٍ، يَبِتْ غيرَ نائمِ |
أغَرُّ، إذا اغْبَرّ اللّئامُ تَخايَلَتْ |
يَدَاهُ بِسَيْلِ المُفْعَم المُتَرَاكِمِ |
نَمَتْكَ العَرَانِينُ الطّوَالُ ، وَلا أرى |
لسَعْيِكَ إلاّ جَاهِداً غَيرَ لائِمِ |
ألَمْ يأتِهِ أنَّني تَخَلّلُ نَاقَتي |
بنعْمَانَ أطْرَافَ الأرَاكِ النّوَاعِمِ |
مُقَيَّدَةً تَرْعَى البَرِيرَ، وَرَحْلُهَا |
بِمَكّةَ مُلْقىً، عَائذٌ بالمَحارِمِ |
فإلاّ تَدارَكْني مِنَ الله نِعْمَةً، |
وَمن آلِ حَرْبٍ، ألْقَ طَيرَ الأشايِمِ |
فدَعْني أكُنْ ما كُنتُ حَيّاً حَمامةً |
من القاطِنَاتِ البَيتِ غَيرِ الرّوَائِمِ |