سَما لكَ شَوْقٌ مِنْ نَوَارَ، وَدونَها |
مَهامِهُ غُبْرٌ، آجِنَاتُ المَنَاهِلِ |
فهِمْتَ بهَا جَهْلاً على حِين لمْ تذَرْ |
زِلازِلُ هذا الدّهرِ وَصْلاً لوَاصلِ |
وَمِنْ بعدِ أنْ كمّلْتَ تِسعينَ حِجّةً، |
وَفارَقتَ، عن حلمِ النّهَى، كلَّ جاهلِ |
فذَرْ عَنكَ وَصْلَ الغانياتِ، وَلا تَزِغْ |
عنِ القَصْدِ، إنّ الدّهَر جَمُّ البلابلِ |
أبَادَ القُرُونَ المَاضِيَاتِ، وَإنّمَا |
تَمُرّ التّوَالي في طَرِيقِ الأوَائِلِ |
شَكَرْنَا لِعَبْدِ الله حُسْنَ بَلائِهِ، |
غَداةَ كَفَانَا كلَّ نِكسٍ مُوَاكِلِ |
بجَابِيَةِ الجَوْلانِ، إذْ عَمّ فَضْلُهُ |
عَلَينا، وقِدْماً كان جَمّ الفَوَاضِلِ |
فَلَسْتُ وَإنْ كانَتْ ذُؤابَةُ دارِمٍ |
نَمَتْني إلى قُدْمُوسِ مَجِدٍ حَلاحِلِ |
وَإنْ حَلّ بَيْتي مِنْ سَمَاءِ مُجاشعٍ |
بمَنْزِلَةٍ فَاتَتْ يَدَ المُتَنَاوِلِ |
بنَاسٍ لبَكْرٍ حُسْنَ صُنْعِ أخيهمُ |
إليّ لدى الخِذْلانِ مِنْ كلّ خاذِلِ |
كَفَانَا أُمُوراً لَمْ يَكُنْ ليُطِيقَها |
مِنَ القَوْمِ إلاّ كامِلٌ وَابنُ كامِلِ |
ألِكْني إلى أفْنَاءِ مُرّةَ كُلِّهَا |
رِسَالَةَ ذِي وُدٍّ، لمُرّةَ، وَاصِلِ |
فَلَوْلا أبُو عَبْدِ المَلِيكِ أخُوكُمُ |
رَجَعتُ إلى عِرْسِي بأفوَقَ نَاصِلِ |
وَحُلّئْتُ عند الوِرْدِ من كلّ حاجَةٍ، |
وَغُودِرْتُ في الجَوْلانِ رَثَّ الحَبائلِ |
سَتأتيكَ مِني إنْ بَقِيتُ قَصَائِدٌ |
يُقَصّرُ عَنْ تَحْبِيرِها كلُّ قائِلِ |
لهَا تُشرِقُ الأحسابُ عند سَمَاعِهَا، |
إذا عُدّ فَضْلُ الفِعْلِ من كلّ فاعلِ |
وَأنتَ امرُؤٌ للصُّلْبِ مِنْ مُرّةَ الّتي |
تُقَصّرُ عَنْهَا بَسْطَةُ المُتَطَاولِ |
هُمُ رَهَنُوا عَنْهُمْ أبَاكَ لفَضْلِهِ |
على قَوْمِهِ، والحَقُّ بادي الشّوَاكلِ |
وَلَوْ عَلِمُوا أوْفَى لحَقْنِ دِمائِهِم |
وَأبْيَنَ فَضْلاً عندَ تِلكَ الفَواضِلِ |
لهُمْ من أبيكَ المُصْطَفَى لاتّقَوْا بهِ |
أسِنّةَ كِسْرَى يوْمَ رَهنِ القَبائِلِ |
فضَلتمْ بَني شَيبانَ فضْلاً وَسُؤدَداً، |
كمَا فَضَلَتْ شَيبانِ بكَر بن وَائِلِ |
وقَدْ فَضَلَتْ بَكْرٌ رَبِيعَةَ كُلَّها، |
بفِعْلِ العُلى، وَالمَأثُرَاتِ الأوَائِلِ |
حَمَيتمْ مَعَدّاً يوْمَ كِسرَى بن هُرْمُزٍ |
بضَرْبَةِ فَصْلٍ قَوّمَتْ كلَّ مَائِلِ |
غَلَبْتُمْ بذِي قارٍ، فَما انفَكّ أمرُها |
إلى اليَوْم أمرَ الخاشعِ المُتَضَائِلِ |
بِأبْطَحَ ذِي قَارٍ غَدَاةَ أتَتْكُمُ |
قَبَائِلُ جَمْعٍ تَقْتَدي بقَبَائِلِ |
وَكانتْ لكُمْ نُعمى عمَمتمْ بفَضْلها |
على كلّ حَافٍ، من مَعَدٍّ، وَنَاعلِ |
مُقَدِّمَةُ الهَامُرْزِ تَعْلَمُ أنّكُمْ |
تَغارُونَ يَوْمَ البَأسِ عند الحَلائلِ |
نماكَ إلى مَجْدِ المَكارِمِ وَالعُلَى |
بُيُوتٌ، إلَيها العِزُّ عِندَ المَعاقِلِ |
فمِنهُنّ بَيْتُ الحَوْفَزَانِ الذي بهِ |
تُفَلِّلُ بَكرٌ حَدَّ نَبْلِ المُنَاضِلِ |
وَبَيْتُ المُثَنّى عَاقِرِ الفِيلِ عَنْوَةً |
بِبابِلَ، إذْ في فَارِسٍ مُلْكُ بَابِلِ |
وَبَيْتٌ لِمَسْعُودِ بْنِ قَيْسِ بْنِ خَالدٍ، |
وَذلِكَ بيْتٌ ذِكْرُةُ غَيْرُ خَامِلِ |
وَبَيْتٌ لمَفْرُوقِ بن عَمْروٍ وَهانىءٍ، |
مُنِيفُ الأَعالي مُكْفَهِرُّ الأسافلِ |
وَبَيْتُ أبي قَابُوسَ مُصْقَلَةَ الّذي |
بَنى بَيْتَ عِزٍّ، أُسُّهُ غَيرُ زَائِلِ |
وَبَيْتُ رُوَيْمٍ ذي المَكَارِمِ والعُلى، |
أنَافَ بعِزٍّ فَوْقَ بَاعِ المُفاضِلِ |
وَبَيْتٌ لعِمرَانَ بن مُرّةَ، إنّهُ |
بِهِ يَبْهَرُ الأقْوَامَ عِنْدَ المَحَافِلِ |
فتِلْكَ بُيُوت هُنّ أحْلَلْنَكَ العُلى |
فَأصْبَحَتَ فِيهَا مُشْمَخِرَّ المَنازِلِ |
فسُمْتُمْ هَوَانَ الذُّلّ أحْرَارَ فارِسٍ، |
وعلمْ تخفَ فيهِمْ غامِضَاتُ المَقاتِلِ |
وَهابَكُمُ ذو الضِّغنِ حِينَ وَطِئْتُمُ |
رقابَ الأعادي، وَطْأةَ المُتَثاقِلِ |