ألِمّا عَلى أطْلالِ سُعْدَى نُسَلِّمِ، |
دَوَارِسَ لمّا استُنْطِقَتْ لمْ تَكَلّمِ |
وُقُوفاً بهَا صَحْبي عَليّ، وَإنّمَا |
عَرَفْتُ رُسُومَ الدّارِ بَعْدَ التّوَهّمِ |
يَقولُونَ لا تَهْلِكْ أسىً، وَلقد بَدَتْ |
لَهُمْ عَبَرَاتُ المُسْتَهَامِ المُتَيَّمِ |
فَقُلْتُ لهُمْ: لا تَعْذُلُوني، فإنّهَا |
مَنَازِلُ كَانَتْ مِنْ نَوَارَ بمَعَلَمِ |
أتَاني مِنْ الأنْبَاءِ بَعدَ الّذي مَضَى |
لشَيبَانَ مِنْ عادِيّ مَجْدٍ مُقَدَّمِ |
غَداةَ قَرَوْا كِسْرَى وَحَدَّ جُنُودِهِ |
بِبَطْحَاءِ ذي قَارٍ قِرىً لمْ يُعَتَّمِ |
أبَاحُوا حِمىً قَدْ كانَ قِدْماً محَرَّماً، |
فأضْحَى على شَيْبَانَ غَيرَ مُحَرَّمِ |
مِنِ ابْنَيْ نِزَارٍ وَاليَمَانِينَ بَعْدَهُمْ |
أيَادي سَبَا، والعَقْلُ للمُتَفَهِّمِ |
فخُصّتْ بِهِ شَيبانُ من دونِ قَوْمِها |
على رَاضِياتٍ من أُنُوفٍ وَرُغَّمِ |
فَصَارَتْ لذُهْلٍ دُونَ شَيْبَانَ إنّهم |
ذَوُو العِزّ عِنْدَ المُنْتَمَى وَالتّكَرّمِ |
فَآلَتْ لِهَمّامٍ، فَفازُوا بِصَفْوِهَا، |
وَمَنْ يُعطِ أثمانَ المَكارِمِ يَعظُمِ |
فَأبْلِغْ أبَا عَبدِ المَلِيكِ رِسَالَةً |
يَمِينَ وَفَاءٍ لَمْ تَنطَّفْ بِمَأثَمِ |
سَتَأتِيكَ مِني كُلَّ عامٍ قَصِيدَةٌ، |
مُحَبَّرَةٌ نُوفِيكَهَا كُلَّ مَوْسِمِ |
فَهذي ثَلاثٌ قَدْ أتَتْكَ وَبَعْدَها |
قَصَائِدُ إلاّ أُودِ لا تَتَصَرّمِ |
جَزَاءً بمَا أوْلَيْتَني إذْ حَبَوْتَني |
بِجَابِيَةِ الجَوْلانِ ذاتِ المُخَرَّمِ |
وَإنْ أكُ قَدْ عَاتَبْتُ بَكْراً فإنّني |
رَهِينٌ لِبَكْرٍ بالرّضَا وَالتّكَرّمِ |