ألِكْني، وَقَدْ تأتي الرّسالَةُ مَن نَأى، |
إلى ابنِ شرِيكٍ ذي الحُجولِ المُطوَّقِ |
بِأنّ جَنَاباً لَمْ يُغَيِّرْ فُؤادهُ |
تَلاقي مَعدٍّ في مَنَاخِ التّفَرّقِ |
وَمَا زادَهُ إلاّ انْفِرَاثاً لِقَاؤهُ |
قُرَيْشاً وما استحيا وذو العِرْضِ يَتّقي |
عَلى نَفْسِهِ حَتى يُزايِلَ جَارَهُ |
كَريماً وعلمْ يَظعَنْ بعرْضٍ مُخَرَّقِ |
ألمْ أضْمَنِ المَوْتَ الذي لا يَرُدُّهُ، |
إذا جَاءَ، إلاّ رَبُّ غَرْبٍ وَمَشْرقِ |
لذَحْلَيْهِما إذْ فَوّزَتْ نِقْضَيَاهِما |
بِبَايِنَةٍ عَنْ زَوْرِها كُلَّ مِرْفَقِ |
وَقُلْتُ لأخْرَى: استَظهرُوا بنَجائِها |
كأحْقَبَ مِيفاءٍ عَلى القُورِ سَهْوَقِ |
إذا شَلّ في صَمّانَةٍ أوْقَدَتْ لَهُ |
حَوَافِرُها نِيرَانَ مَرْوٍ مُفَلَّقِ |
كأنّ عُكاظِيّاً لَهُ حِينَ زَايَلَتْ |
عَقيقَتُهُ سِرْبالَ حَوْلٍ مُمَزَّقِ |
وَألْقَيْتُ عَنْ ظَهرَيِهما شَمْلَتَيِهِما |
بِأرْدِيَةِ العَصْبِ اليَماني المُلَفَّقِ |
وَما كُنْتُما أهْلاً لَهُ غَيرَ أنّني |
ذَكَرْتُ أبي للصّاحِبِ المُتَعَلِّقِ |
وَكَمْ عَنْ جَنابٍ لوْ تَلَبّثَ لم يَؤبْ |
إلى أهْلِهِ، إلاّ بكُرْسُوعِ مِرفَقِ |
فمِنْهُنّ عِندَ البَيْتِ حَيثُ سَرَقْنَهُ |
مَتاعُ أبي زَبّانَ، في أيّ مَسْرَقِ |
بِمَنْزِلَةٍ بينَ الصَّفا كُنْتُمَا بِهَا، |
وَزَمْزَمَ، وَالمَسْعَى، وَعندَ المُحَلَّقِ |
وَمِنهُنّ إذْ رَاعَى جَناباً وَقَدْ دَنا |
إلى بابِ مغْلاقِ الشَّبَا غَيرِ مُغلَقِ |
فَلَمّا رَأى أنْ قَدْ كَرَرْتُ ورَاءَهُ |
تَكَشّرَ، والحَوْباءُ عِندَ المُخَنَّقِ |
تَكَشّرَ مَكْرُوبٍ يُتَلّ، وَكَم رَأى |
على بابِ سَلْمٍ مِن أكُلّ وَأسوُقِ |
فَلَوْ أنّني داوَيْتُ قَوْماً شَفَيْتُهُمْ، |
ولَكِنّني لاقَيْتُ مِثْلَ الجَلَوْبَقِ |
وَكُنْتُ أرى أنّ الجَلَوْبَقَ قد ثَوَى |
فيَنْفُقُ لي مِنْ بينِ رُكْنيْ مُخَفَّقِ |