لا فَضْلَ إلاّ فَضْل أُمٍّ عَلى ابْنِها |
كَفَضْلِ أبي الأشْبالِ عندَ الفَرَزْدقِ |
تَدارَكَني مِنْ هُوّةٍ كانَ قَعْرُهَا |
ثَمَانِينَ بَاعاً للطّويلِ العَشَنَّقِ |
إذا ما تَرَامَتْ بامرِىءٍ مُشْرِفَاتها |
إلى قَعْرِهَا لمْ يدْرِ مِنْ أينَ يَرْتَقي |
طَليقُ أبي الأشبالِ أصْبَحتُ شاكِراً، |
لَهُ شَعْرُ نُعْمَى، فَضْلُها لمْ يُرَنَّقِ |
أبَعْدَ الّذي حَطّمْتَ عَني وَبَعْدَما |
رَأيْتُ المَنَايَا فَوْقَ عَيْنيّ تَلْتَقي |
حَطَمتَ قُيودي حَطْمَةً لم تَدعْ لها |
بِساقيّ، إذْ حَطّمْتَها، من مُعَلَّقِ |
لَعمْرِي لَئِنْ حَطّمْتَ قَيْدي لطالما |
مَشَيْتُ بقَيْدي رَاسِفاً غَيرَ مُطْلَقِ |
سَتَسْمَعُ ما أُثْني عَلَيكَ إذا التَقَتْ |
غَرَائِبُ تَأتي كُلَّ غَرْبٍ وَمَشْرِقِ |
فَأنْتَ سَواءٌ والسَّماكُ إذا التَقى |
على مُمْحِلٍ بالوَائِلِ المُتعَسِّقِ |
وَلَسْتُ بِنَاسٍ فَضْلَ رَبّي وَنِعْمَةً |
خَرَجْتُ بهَا مِنْ كُلّ مَوْتٍ محَدِّقِ |
وَما مِنْ بَلاءٍ مِثْلُ نَفْسٍ رَدَدْتَها |
إلى حَيْثُ كانَتْ وهي عند المُخَنَّقِ |
وإنّ أبا الأشْبَالِ ألْبَسَني لَهُ |
عَليّ رِدَاءَ الأمْنِ لَمْ يَتَخَرَقِ |
وَفَضْلُ أبي الأشْبَالِ عِندي كَوَابِل |
على أثَرِ الوَسْمِيّ للأرْضِ مُغْدِقِ |
وَإنّ أبَا أُمّي وَجَدّي أبَا أبي |
وَلَيلى عَلَوْا بي ساعدَيْ كلّ مُرْتَقي |