عَزَفْتَ بأعشاشٍ وَما كِدْتَ تَعزِفُ، |
وَأنكَرْتَ من حَرَاءَ ما كنتَ تَعرِفُ |
وَلَجّ بكَ الهِجْرَانُ، حَتى كَأنّما |
تَرَى المَوْتَ في البيتِ الذي كنتَ تَيلفُ |
لجَاجَةُ صُرْمٍ لَيسَ بالوَصْلِ، إنّما |
أخو الوَصْلِ من يَدنو وَمَن يتَلَطّفُ |
إذا انتَبهَتْ حَدْرَاءُ من نوْمةِ الضّحى |
دَعَتْ وَعَليها دِرْعُ خَزٍّ وَمِطْرَفُ |
بأخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ثمّ جَلَتْ بهِ |
عِذابَ الثّنايا طَيّباً حِينَ يُرْشَفُ |
وَمُسْتَنْفِزَاتٍ للقُلُوبِ، كَأنّها |
مَهاً حَوْلَ مَنْتُوجاتِهِ يَتَصَرّفُ |
يُشَبَّهْنَ مِنْ فَرْطِ الحَيَاءِ كَأنّها |
مِرَاضُ سُلالٍ أوْ هَوَالِكُ نُزَّفُ |
إذا هُنّ سَاقَطْنَ الحَدِيثَ، كَأنّه |
جَنى النّحْلِ أوْ أبكارُ كَرْمٍ يُقَطَّفُ |
مَوانِعُ لِلأسْرَارِ، إلاّ لأهْلِهَا، |
وَيُخلِفنَ ما ظنّ الغيورُ المُشَفْشِفُ |
يُحَدِّثنَ بعَدَ اليأسِ من غَيرِ رِيبَةٍ، |
أحاديثَ تَشفي المُدْنَفِينَ وَتَشْغَفُ |
إذا القُنْبُضَاتُ السّودُ طوّفن بالضّحى |
رَقَدْنَ عَليهنّ الحِجالُ المُسَجَّفُ |
وَإنْ نَبّهَتْهُنّ الوَلائِدُ بَعْدَمَا |
تَصَعّدَ يَوْمُ الصّيْفِ أوْ كاد يَنصُفُ |
دَعوْنَ بقُضْبانِ الأرَاكِ التي جَنَى |
لها الرّكْبُ من نَعمَانَ أيّامَ عَرّفُوا |
فَمِحْنَ بِهِ عَذْباً رُضَاباً، غُرُوبُهُ |
رِقاقٌ وَأعلى حَيْثُ رُكّبْنَ أعْجَفُ |
لَبِسْنَ الفِرِنْدَ الخُسْرُوَانيَّ دُونَهُ، |
مَشاعِرَ مِنْ خَزّ العِرَاقِ، المُفَوَّفُ |
فكَيْفَ بمَحْبُوسٍ دَعاني، وَدُونَهُ |
دُرُوبٌ وأبْوَابٌ وَقَصْرٌ مُشَرَّفُ |
وَصُهْبٌ لِحاهُمْ رَاكِزُونَ رِماحَهُمْ، |
لهمْ دَرَقٌ تحتَ العَوَالي مُصَفَّفُ |
وَضَارِيَةٌ ما مَرّ إلاّ اقْتَسَمْنَهُ |
عَلَيهنّ خَوَّاضٌ إلى الطِّنءِ مِخشَفُ |
يُبَلّغُنا عَنْهَا بِغَيْرِ كَلامِهَا |
إلَيْنا مِنَ القَصْرِ البَنانُ المُطَرَّفُ |
دَعَوْتَ الذي سَوّى السّمَواتِ أيْدُهُ، |
ولَلَّهُ أدْنَى مِنْ وَرِيدي وَألْطَفُ |
لِيَشْغَلَ عَني بَعْلَها بِزَمَانَةٍ |
تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنْها فَنُسْعَفُ |
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمّ وَالهَوَى |
فَيَبْرَأُ مُنْهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ |
فَأرْسَلَ في عَيْنَيْهِ مَاءً عَلاهُما |
وَقَدْ عَلِموا أنّي أطَبُّ وَأعْرَفُ |
فَدَاوَيْتُهُ عَامَينِ وَهْيَ قَرِيبَةٌ |
أراهَا وَتَدْنو لي مِرَاراً فأرْشُفُ |
سُلافَة جَفْنٍ خَالَطَتْها تَرِيكةٌ |
على شَفتَيْها وَالذّكِيُّ المُسوَّفُ |
فيا لَيْتَنا كُنّا بَعِيرَينِ لا نَرِدْ |
عَلى مَنْهَلٍ إلاّ نُشَلّ وَنُقْذَفُ |
كِلانَا بِهِ عَرٌّ يُخَافُ قِرَافُهُ |
عَلى النّاسِ مَطْليُّ المَساعرِ أخْشَفُ |
بِأرْضٍ خَلاءٍ وَحْدَنَا، وَثِيابُنا |
مِنَ الرَّيْطِ وَالدّيباجِ دِرْعٌ وَمِلحَفُ |
وَلا زَادَ إلاّ فَضْلَتَانِ: سُلافَةٌ، |
وَأبْيَضُ مِنْ ماءِ الغمَامةِ قَرْقَفُ |
وأشْلاءُ لحمٍ من حُبارَى، يَصِيدُها، |
إذا نَحْنُ شِئنا، صَاحِبٌ مُتَألَّفُ |
لَنَا ما تَمَنّيْنَا مِن العَيْشِ ما دَعَا |
هَديلاً حَماماتٌ بِنَعْمانَ هُتفُ |
إلَيْكَ أمِيرَ المؤمِنيِنَ رَمَتْ بِنَا |
هُمُومُ المُنى وَالهَوْجَلُ المُتَعَسَّفُ |
وَعَضُّ زَمانٍ يا ابنَ مَرْوَانَ لم يَدَعْ |
مِنَ المَالِ إلاّ مُسحَتاً أوْ مُجَرَّفُ |
وَمُنْجَرِدُ السُّهْبَانِ أيْسَرُ مَا بِهِ |
سَلِيبُ صُهَارٍ أوْ قُصَاعٌ مُؤلَّفُ |
ومَائِرَةِ الأعْضَادِ صُهْبٍ كَأنّمَا |
عَلَيها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ |
بَدأنَا بِهَا مِنْ سِيفِ رَمْلِ كُهَيلةٍ، |
وَفيها نَشاطٌ من مِرَاحٍ وَعَجْرَفُ |
فَما بَرِحَتْ حَتى تَقارَبَ خَطْوُها |
وَبادَتْ ذُرَاها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ |
وَحتى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغُودِرَتْ، |
إذا ما أُنِيخَتْ، وَالمَدامعُ ذُرَّفُ |
وَحتى مشَى الحادي البَطيءُ يَسُوقُها |
لهَا بَخَصٌ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ |
وَحَتى بَعَثْنَاهَا وَما في يَدٍ لَهَا، |
إذا حُلّ عَنها رُمّةٌ وَهيَ رُسّفُ |
إذا ما نَزلْنا قاتَلَتْ عَنْ ظُهُورِنَا، |
حَرَاجِيجُ أمْثَالُ الأهلّةِ شُسّفُ |
إذا مَا أرَيْنَاهَا الأزِمّة أقْبَلَتْ |
إلَيْنَا، بِحُرّاتِ الوُجُوهِ، تَصَدّفُ |
ذَرَعْنَ بِنا ما بَينَ يَبْرِينَ عَرْضَهُ |
إلى الشأمِ تَلْقَانَا رِعَانٌ وَصَفْصَفُ |
فأفْنَى مِرَاحَ الدّاعِرِيّةِ خَوْضُهَا |
بِنا اللّيْلَ إذْ نام الدَّثُورُ المُلَفَّفُ |
إذا اغْبَرّ آفَاقُ السّمَاءِ وَكَشّفَتْ |
كُسُورَ كبُيوتِ الحَيّ حمرَاءُ حَرْجَفُ |
وَهَتّكَتِ الأطْنابِ كُلُّ عَظِيمَةٍ |
لها تَامِكٌ من صَادِقِ النِّيّ أعْرَفُ |
وَجَاءَ قَرِيعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إفَالِها |
يَزِفّ وَرَاحَتْ خَلْفَهُ وَهْيَ زُفَّفُ |
وَبَاشَرَ رَاعِيهَا الصِّلا بِلَبَانِهِ |
وَكَفّيْهِ حَرَّ النّارِ مَا يَتَحَرّفُ |
وَأوْقَدَتِ الشِّعْرَى مع اللّيلِ نارَها، |
وَأمْسَتْ محُولاً، جِلْدُها يتَوَسّفُ |
وأصْبَحَ مَوْضُوعُ الصّقيعِ، كَأنّهُ |
على سَرَوَاتِ النِّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ |
وَقاتَلَ كَلْبُ الحَيّ عَنْ نارِ أهْلِهِ، |
ليَرْبِضَ فيها وَالصِّلا مُتَكَنَّفُ |
وَجَدْتَ الثّرَى فينا إذا يَبِسَ الثّرَى، |
وَمَنْ هُوَ يَرْجُو فَضْلَهُ المُتَضَيِّفُ |
تَرَى جارَنا فينا يُجيرُ، وَإنْ جَنَى |
فَلا هُوَ مِمّا يُنْطِفُ الجارَ يُنْطَفُ |
وَيَمْنَعُ مَوْلانَا، وَإنْ كانَ نَائِياً، |
بِنَا جَارَهُ مِمّا يَخَافُ وَيَأنَفُ |
وَقَدْ عَلِمَ الجِيرَانُ أنّ قُدُورَنَا |
ضَوَامِنُ للأرْزَاقِ وَالرّيحُ زَفْزَفُ |
نُعَجِّلُ للضِّيفانِ في المَحلِ بالقِرَى |
قُدُوراً بِمعْبُوطٍ تُمَدّ وَتُغْرَفُ |
تُفَرَّغُ في شِيزَى، كَأنّ جِفَانَها |
حِياضُ جِبىً، منها مِلاءٌ وَنُصَّفُ |
تَرَى حَوْلَهُنّ المُعْتَفِينَ كَأنّهُمْ |
عَلى صَنَمٍ في الجاهليّةِ عُكّفُ |
قُعُوداً وخَلْفَ القاعِدِينَ سُطورُهمْ |
جُنوحٌ، وأيديهِمْ جُموسٌ وَنُطّفُ |
وَما حُلّ منْ جَهْلٍ حُبَى حُلَمائِنا؛ |
وَلا قائِلٌ بالعُرْفِ فِينا يُعَنَّفُ |
وَما قَامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيّنَا |
فَيَنْطِقَ، إلاّ بالّتي هِيَ أعْرَفُ |
وإني لمنْ قَوْمٍ بهِمْ تُتّقَى العِدَى، |
وَرَأبُ الثّأى وَالجَانِبُ المُتَخَوِّفُ |
وَأضْيَافِ لَيْلٍ، قَدْ نَقَلْنا قِرَاهمُ |
إلَيْهِمُ، فأتْلَفنا، المَنايا، وَأتْلَفُوا |
قَرَيْنَاهُمُ المَأثُورَةَ البِيض قَبْلَها |
يُثِجّ العُرُوقَ الأَزْأَنيُّ المُثَقَّفُ |
وَمَسْرُوحَةً مِثْل الجَرَادِ يَسُوقُها |
مُمَرٌّ قُوَاهُ وَالسَّرَاءُ المُعَطِّفُ |
فأصْبَحَ في حَيثُ التَقَيْنا شَرِيدُهُمْ |
طَلِيقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزْعَفُ |
وَكنّا إذا ما استكْرَهَ الضّيْفُ بالقِرَى |
أتَتْهُ العَوالي، وَهيَ بالسّمّ تَرْعَفُ |
وَلا نَسْتَجِمُّ الخَيْلَ، حَتى نُعِيدَها |
غَوانِم مِنْ أعدائِنا وَهيَ زُحّفُ |
كَذلكَ كانَتْ خَيْلُنا، مَرّةً تُرَى |
سِمَاناً، وَأحْيَاناً تُقَادُ فَتَعجَفُ |
عَلَيهِنّ مِنّا النّاقِصُونَ ذُحُولَهُمْ، |
فَهُنّ بِأعْبَاءِ المَنِيّةِ كُتّفُ |
مَداليقُ حَتى تَأتَي الصّارِخَ الّذي |
دَعا وَهْوَ بالثّغْرِ الذي هوَ أخوَفُ |
وَكُنّا إذا نَامَتْ كُلَيْبٌ عنِ القِرَى |
إلى الضّيْفِ نَمْشِي بالعَبيطِ وَنَلحَفُ |
وَقِدْرٍ فَثَأنا غَلْيَها بَعدَما غَلَتْ، |
وأخْرَى حَشَشْنا بالعَوالي تُؤثَّفُ |
وَكُلُّ قِرَى الأضْيافِ نَقرِي من القَنا |
وَمُعْتَبَطٍ فِيهِ السّنَامُ المُسَدَّفُ |
وَلَوْ تَشْرَبُ الكَلْبَى المرَاضُ دماءنَا |
شَفَتْهها، وَذو الدَّاءِ الذي هُوَ أدْنَفُ |
مِن الفَائِقِ المَحْبُوسِ عَنهُ لِسانُهُ |
يَفُوقُ، وَفيهِ المَيّتُ المُتَكَنَّفُ |
وَجدْنا أعَزَّ النّاسِ أكْثَرَهُمْ حصىً، |
وَأكْرَمَهُمْ مَنْ بالمَكارِمِ يُعرَفُ |
وَكِلْتاهُما فِينا إلى حَيْثُ تَلْتقي |
عَصَائِبُ لاقَى بَيْنَهُنّ المُعَرَّفُ |
مَنَازِيلُ عَنْ ظَهْرِ القَلِيلِ كَثيِرُنا |
إذا ما دَعَا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ |
قَلَفْنا الحَصَى عَنهُ الذي فوْقَ ظَهرِه |
بِأحْلامِ جُهّالٍ، إذا ما تَغَضّفُوا |
عَلى سَوْرَةٍ، حَتى كأنّ عَزِيزَهَا |
تَرَامَى بهِ مَن بَينِ نِيقَينِ نفْنَفُ |
وَجَهْلٍ بِحْلمٍ قَدْ دَفَعْنا جُنُونَهُ، |
وَما كان لَوْلا حِلْمُنا يَتَزَحُلَفُ |
رَجَحنا بِهمْ حتى استَثابوا حُلُومَهمْ |
بِنا بَعْدَما كادَ القَنا يَتَقَصّفُ |
وَمَدّتْ بِأيْديِها النّساءُ، وَلمْ يكُنْ |
لذي حَسَبٍ عَنْ قَوْمِهِ متَخَلَّفُ |
كَفَيْناهُمُ ما نابَهُمْ بِحُلُومِنَا |
وَأمْوَالِنَا، والقَوْمُ، بالنَّبْلِ، دُلّفُ |
وَقَدْ أرْشَدُوا الأوْتَارَ أفْواقَ نَبلهِم |
وَأنيابُ نَوْكاهُمْ من الحَرْد تَصرِفُ |
فَما أحَدٌ في النّاسِ يَعْدِلُ دَرْأنَا |
بِعِزٍّ، وَلا عِزٌّ لَهُ حِينَ نَجْنَفُ |
تَثَاقَلُ أرْكَانٌ عَلَيْهِ ثَقِيلَةٌ، |
كأرْكانِ سَلْمى أوْ أعَزُّ وَأكْثَفُ |
سَيَعَلَمُ مَنْ سامى تَميماً إذا هَوَتْ |
قَوَائِمُهُ في البَحْرِ مَن يَتَخَلّفُ |
فَسَعْدُ جِبَالُ العِزّ والبَحْرُ مالِكٌ، |
فَلا حَضَنٌ يُبْلى وَلا البَحْرُ يُنزَفُ |
وَبِالله لَوْلا أنْ تَقُولُوا تَكَاثَرَتْ |
عَلَيْنَا تَمِيمٌ ظالمِينَ، وَأسْرَفُوا |
لمَا تُرِكَتْ كَفٌّ تُشِيرُ بِأُصْبُعٍ، |
ولا تُرِكَتْ عَينٌ على الأرْضِ تَطِرفُ |
لَنَا العِزّةُ الغَلْبَاءُ، وَالعَددُ الذي |
عَلَيْهِ إذا عُدّ الحَصَى يُتَحَلّفُ |
وَلا عِزّ إلاّ عزّنا قَاهِرٌ لَهُ، |
وَيَسْألُنَا النَّصْفَ الذّليلُ فيُنْصَفُ |
ومَنّال الّذي لا يَنْطِقُ النّاسُ عندَهُ، |
وَلَكِنْ هُوَ المُسْتَأذَنُ المُتَنصَّفُ |
تَرَاهُمْ قُعُوداً حَوْلَهُ، وعُيُونُهمْ |
مُكَسَّرَةٌ أبْصَارُها ما تَصَرّفُ |
وَبَيْتَانِ: بَيْتُ الله نَحْنُ وُلاتُهُ، |
وَبَيْتٌ بِأعْلى إيلِيَاءَ مُشَرَّفُ |
لَنَا، حَيْثُ آفَاقُ البَرِيّةِ تَلتَقي، |
عَدِيدُ الحَصَ والقَسورِيُّ المُخَندِفُ |
إذا هَبَطَ النّاسُ المُحَصَّبَ مِنْ مِنىً |
عَشِيّةَ يَوْمِ النّحرِ من حيثُ عَرّفُوا |
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا، |
وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا |
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً، |
وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ |
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ، |
عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ |
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً، |
لأنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ |
أتَطْلُبُ مَن عِنْدَ النّجومِ وَفَوْقَها |
بِرِبْقٍ وعيْرٍ ظَهْرُهُ مُتَقَرِّفُ |
أبَى لِجَرِيرٍ ورَهْطُ سُوءٍ أذِلّةٌ، |
وَعِرْضٌ لَئِيمٌ للمَخازي مُوَقَّفُ |
إذا ما احْتَبَتْ لي دارِمٌ عِنْدَ غَايَةٍ |
جَرَيْتُ إلَيها جَرْيَ مَنْ يَتَغَطرَفُ |
كِلانَا لعهُ قَوْمٌ هُمُ يُحْلِبُونَهُ |
بأحْسابِهمْ حَتى يَرَى منْ يُخَلَّفُ |
إلى أمَدٍ، حَتى يُزَايِلَ بَيْنَهُمْ، |
وَيُوجِعُ منّا النّخسُ مَن هوَ مُقرِفُ |
عَطَفْتُ عَلَيكَ الحَرْبَ، إني إذا وَنَى |
أخو الحَرْبِ كَرّارٌ على القِرْن مِعْطَفُ |
تُبَكّي على سَعْدٍ، وَسَعْدٌ مُقيمةٌ |
بَيَبْرِينَ مِنهُمْ مَنْ يَزِيدُ وَيُضْعِفُ |
عَلى مَنْ ورَاءَ الرَّدِم لَوْ دُكّ عَنهمُ |
لمَاجُوا كمَا ماجَ الجَرادُ وَطَوّفُوا |
فهمْ يَعدِلونَ الأرْض لوْلاهمُ استَوتْ |
على النّاسِ أوْ كادَتْ تعسيرُ فتُنسَفُ |
وَلَوْ أنّ سَعْداً أقْبَلَتْ مِنْ بِلادِها |
لجَاءَتْ بِيَبْرِينَ اللّيَالي تَزَحّفُ |