نَحْنُ أرَيْنَا الباهلِيّةَ ما شَفَتْ
|
بِهِ نَفْسَهَا مِنْ رَأسِ ثَأرٍ مُعَلَّقِ
|
حَمَلْنَا إلَيْها مِنْ مُعَاوِيَةَ الّتي
|
هيَ الأمّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخِ مُنَقِنقِ
|
وَنَحْنُ أزَحْنا عَنْ خُوَيْلَةِ جَحدرٍ
|
شَجاً كانَ منها في مكانِ المُخَنَّقِ
|
وكانَتْ إذا ابْنا مِسْمَعٍ ذُكِرَا لَها
|
جَرَتْ دُفَعٌ مِنْ دَمْعِها المُتَرَقرِقِ
|
فَساغَ لها بَرْدُ الشّرَابِ، ولمْ يكُنْ
|
يَسُوغُ لهَا في صَدْرِها المُتَحَرِّقِ
|
أتَتْها، وَلا تَمشِي، ثَمانُونَ لحيَةً
|
جَماجِمُها مِنْ مُخُتَلىً وَمُفَلَّقِ
|
فكائِنْ بقَنْدابِيلَ مِنْ جَسَدٍ لهُمْ،
|
وَبالعَقِرِ من رَأسٍ يُدهدى ومَرْفَقِ
|
يُدهْدى مِنَ الحِصْنِ الذي سَرِعوا به
|
إلى الأرْض شَتى من قَتيلٍ وَمُرْهَقِ
|
فَما مِنْ بَلاءٍ أوْ وَفَاءٍ سِوَى الّتي
|
فَعَلْنَا بِقَنْدابِيل إذْ نَحنُ نَرْتقي
|
إلَيْهِمْ، وَهُمْ في سُورِها، بسُيُوفِنا
|
وَعَسّالَةٍ يَخْرِقْنَهُمْ كلَّ مَخرَقِ
|
فإنْ يَكُ قَتْلٌ بابنِ أرْطَاةَ شافِياً
|
وَمُرْقىءَ عَينٍ، دَمْعُها ذو تَرَقرُقِ
|
فَلَمْ يُبْقِ مِنْ آلِ المُهَلَّبِ ضَرْبُنا
|
بكُلّ يَمانٍ ذِي حُسامٍ وَرَوْنَقِ
|
لَهُمْ غَيرَ أنْوَاحٍ قِيَامٍ نِسَاؤهَا
|
إلى جَنْبِ أجْسادٍ عُرَاةٍ وَدَرْدَقِ
|
وَذاتِ حَليلٍ أنْكَحَتها رِمَاحُنَا
|
حَلالاً لِمَنْ يَبْني بِهَا لمْ تُطَلَّقِ
|
وَكانَتْ أثَافي قِدْرِنَا رَأس بَعْلِها،
|
وَعَمّيْهِ في أيْدٍ سَقَطَنْ وَأسْوُقِ
|
ألَمْ تَرَ أنّا بِالمَشاعِرِ يُهْتَدَى
|
بِنا، ولَنَا مَجدُ الفَخُورِ المُصَدَّقِ
|
أبي مُضَرٌ مِنْهُ الرّسُولُ الذي هدى
|
به الله مَنْ صَلّى بغْرْبٍ وَمَشْرِقِ
|
إذا خِنْدِفٌ بالأبْطَحَينِ تَغَطْرَفَتْ
|
وَرَائي وَقَيْسٌ ذَيّلَتْ بالمُشَرَّقِ
|
فَما أحدٌ إلاّ يَرَانَا أمامَهُ
|
وَأرْبَابَهُ مَنْ فَوْقِهِ حِينَ نَلْتَقي
|
وَمَنْ يَلْقَ بَحْرَيْنا، إذا ما تَناطَحا
|
بخِنْدِفَ أوْ قَيسِ بنِ عَيلانَ، يَغرَقِ
|
هُمَا جَبَلا الله اللّذَانِ ذُرَاهُمَا
|
معَ النّجْمِ في أعْلى السّماءِ المُحَلِّقِ
|
فَتَحْنَا بإذْنِ الله كُلَّ مَدِيِنَةٍ
|
مِنَ الهِندِ أوْ بابٍ من الرّومِ مُغْلَقِ
|