لَعَمْرِي لَقَدَ أرْدَى نَوَارَ وَسَاقَها |
إلى الغَوْرِ، أحْلامٌ قَليلٌ عُقولُها |
مُعارِضَةَ الرّكْبانِ في شَهْرِ نَاجِرٍ، |
عَلى قَتَبٍ يَعْلُو الفَلاةَ دَلِيلُها |
وَما خِفتُها إنْ أنكَحَتْني وأشهَدَتْ |
على نَفْسِها لي أنْ تَبَجّسَ غُولُها |
أبَعْدَ نَوَارٍ آمَنَنّ ظَعِينَةً |
على الغَدْرِ ما نَادَى الحَمامَ هَديلُها |
ألا لَيتَ شِعري عن نَوَارٍ إذا خَلتْ |
بجاجَتِها هَلْ تُبْصِرَنّ سَبيلها |
أطاعَتْ بَني أمّ النّسَيرِ، فأصْبَحَتْ |
على شارِفٍ وَرْقاءَ صَعْبٍ ذَلُولُها |
إذا ارْتجَلَتْ شَقْتَ عَلَيها، وإنْ تَنُخْ |
يَكُنّ مِنْ غَرَامِ الله عَنها نُزُولُها |
وَقد سَخِطَتْ مني نَوَارُ الذي ارْتضَتْ |
بهِ قَبْلَها الأزْوَاجُ، خابَ رَحيلُها |
وَمَنْسُوبَةُ الأجْدادِ غَيرُ لَئِيمَةٍ، |
شَفَتْ لي فُؤادي وَاشتَفى بي غَليلُها |
فَلا زَال يَسْقي ما مُفَدّاةُ نَحْوَهُ، |
أهاضِيبُ، مُسْتَنُّ الصَّبَا وَمَسِيلُها |
فَما فَارقَتْنا رَغْبَةً عَنْ جِمَاعِنَا، |
وَلكَنّما غالَتْ مُفَدّاةَ غُولُها |
تُذَكّرُني أرْواحَها نَفْحَةُ الصَّبَا، |
وَرِيحُ الخُزَامَى طَلُّها وَبَلِيلُها |
فإنّ امْرَاً يَسْعَى يُخَبّبُ زَوْجَتي، |
كَساعٍ إلى أُسْدِ الثّرَى يَسْتَبيلُها |
وَمِنْ دُونِ أبْوَالِ الأسُودِ بَسالَةٌ، |
وَصَوْلَةُ أيْدٍ يَمْنَعُ الضّيمَ طُولُها |
فإني، كَما قالَتْ نَوَارُ، إنِ اجتَلَتْ |
على رَجُلٍ، ما سَدّ كَفّي، خَليلُها |
وَأنْ لمْ تكُنْ لي في الّذي قُلتُ مِرّةٌ |
فَدُلّيتُ في غَبْرَاءَ يَنْهَالُ جُولُها |
فَما أنَا بِالنّائي فَتُنْفَى قَرَابَتي، |
ولا بَاطِلٌ حَقّي الذي أُقِيلُها |
ولَكِنّني المَوْلى الذي لَيْسَ دُونَهُ |
وَليّ، وَمَوْلى عُقْدَةٍ مَنْ يُجيلُها |
فَدُونَكَها يا ابن الزّبَيْرِ، فإنّهَا |
مَوَلَّعَةٌ يُوهي الحِجارَةَ قِيلُها |
إذا قَعَدَتْ عِنْدَ الإمامِ، كَأنّمَا |
تَرَى رُفْقَةً مِنْ سَاعَةٍ تَسْتَحيلُها |
وَما خاصَمَ الأقْوَامَ من ذي خُصُومَةٍ |
كَوَرْهاء، مَشْنُوءٌ إلَيْهَا حَلِيلُها |
فَإنّ أبَا بَكْرٍ إمَامكِ عالِمٌ |
بِتَأوِيلِ مَا وَصّى العِبَادِ رَسُولُها |
وَظَلْمَاءَ مِنْ جَرّا نَوَارٍ سَرَيْتُها، |
وَهَاجِرَةٍ دَوّيّةٍ مَا أُقِيلُها |
جَعَلْنَا عَلَينَا دُونَها مِنْ ثِيَابِنا |
تَظَالِيلَ حَتى زَالَ عَنْهَا أصِيلُها |
تَرَى مِنْ تَلَظّيها الظّبَاءَ كأنّها |
مُوَقَّفَةٌ تَغْشَى القُرُونَ وَعُولُها |
نَصَبْتُ لها وَجْهي وَحَرْفاً كَأنّهَا |
أتَانُ فَلاةٍ خَفّ عَنْهَا ثَمِيلُها |
إذا عَسَفَتْ أنْفَاسُها في تَنُوفَةٍ، |
تَقَطّعَ دُونَ المُحصَناتِ سَحيلُها |
تُرَى مثل أنْضَاءِ السّيوفِ من السُّرَى، |
جَرَاشِعَةَ الأجوَازِ يَنجو رَعِيلُها |