نعائي ابنَ لَيْلى للسّمَاحِ ولَلنّدَى |
وَأيْدِي شَمَالٍ بَارِداتِ الأنَامِلِ |
يَعَضّونَ أطْرافَ العِصِيّ تَلُفّهُمْ |
من الشأمِ حَمَراءُ السُّرَى وَالأصَائِلِ |
سَرَوْا يَرْكَبون اللّيل حتى تَفرّجَتْ |
دُجاهُ لَهُمْ عن وَاضِحٍ غَيرِ خاملِ |
يُجاوِزُ سارِي اللّيلِ مَن كانَ دُونَهُ |
إلَيْهِ، وَلا يُمْضِيهِ لَيْلٌ بِنَازلِ |
وَقَدْ خَمَدَتْ نارُ الندى بَعدَ غالبٍ، |
وَقَصّرَ عَنْ مَعرُوفِهِ كلُّ فاعِلِ |
ألا أيّها الرّكْبَانُ! إنّ قِراَكُمُ |
مُقيمٌ بِشَرْقيّ المقَرْ المُقَاتِلِ |
بهِ فانْزِلُوا فابكُوا عَلَيْهِ فإنّكُمْ |
وَمِقْرَاهُ كَالنّاعي أبَاهُ المُزَايِلِ |
فإنّا سَنَبْكي غالِباً، إنْ بَكَيْتُمُ |
لحاجَتِكُمْ للمُعْضِلاتِ الأثَاقِلِ |
على المُطعِمِ المَقْرُورِ في لَيْلَةِ الصبَّا، |
دَفُوعٍ عَنِ المَوْلى بنْصْرٍ وَنَائِلِ |
وَما نَحنُ نَبْكي غالِباً ليْسَ غَيرُنا، |
ولَكِنْ سَيَبْكي غالِباً كُلُّ عَايِلِ |
ليَبْكِ ابنَ لَيلى غاطِشٌ سارَ شُقّةً، |
وَحَبْلانِ حَبْلا مُسْتَجِيرٍ وَسَائِلِ |
فَلَيْتَ المَنَايَا كُنّ مُوّتْنَ قَبْلَهُ، |
وَعاشَ ابنُ لَيلى للندى وَالأرَامِلِ |