لأسْمَاءَ، إذْ أهْلي لأهْلِكِ جِيَرَةٌ، |
وَإذْ كُلُّ مَوْعُودٍ لها أنْتَ آمِلُهْ |
تَسُوفُ خُزَامَى المِيثِ، كلَّ عَشيّةٍ، |
بِأزْهَرَ كالدّينَارِ حُوٍّ مَكَاحِلُهْ |
لها نَفَسٌ بَعْدَ الكَرَى من رُقادِها، |
كَأنّ فُغامَ المِسْكِ باللّيْلِ شامِلُهْ |
فإنْ تَسأليني كَيْفَ نَوْمي فَإنّني |
أرى الهَمَّ أجفاني عن النّوْمِ داخلُهْ |
وَقَوْمٌ أبُوهُمْ غالِبٌ أنا مالهُمْ، |
وَعامٌ تَمَشّى بِالفِرَاءِ أرامِلُهْ |
وَمَجدٌ أذُودُ النّاسع أنْ يَلحَقوا بهِ، |
وَما أحَدٌ أوْ يَبلُغَ الشّمسَ نَائِلُهْ |
أنَا الخِنْدِفيُّ الحَنْظَليُّ الّذي بِهِ، |
إذا جَمَعَتْ رُكبَانَ جَمعٍ مَنازِلُهْ |
على النّاسِ مالاً يَدُفَعُونَ خَرَاجَهُ، |
وَقَرْمٌ يَدُقّ الهَامَ وَالصّخرَ بازِلُهْ |
أرَى كُلّ قَوْمٍ وَدَّ أكْرَمُهُمْ أباً، |
إذا مَا انْتَمَى، لَوْ كانَ مِنّا أوَائِلُهْ |
فَخَرْنا، فَصُدِّقْنا، على النّاسِ كُلّهُمْ، |
وَشَرُّ مَسَاعي النّاسِ والفَخرِ ألَمّا يُنِلْ للنّاسِ أنْ يَتَبَيّنُوا، |
فَيُزْجَرَ غَاوٍ أوْ يَرَى الحَقَّ عاقِلُهْ |
وَكُلُّ أُنَاسٍ يَغْضَبُونَ على الّذي |
لَهُمْ، غَيرَنا، إذْ يَجعَلُ الخَيرَ جاعِلُهْ |
إلَيْكَ ابن لَيْلى يا ابن لَيلى تجَوّزَتْ |
فَلاةً وَداويّاً دِفاناً مَنَاهِلُهْ |
تُجِيلُ دلاءُ القَوْمِ فيه غُثَاءَهُ، |
إجَالَةَ حَمِّ المُسْتَذِيبَةِ جَاِمِلُهْ |
لهَا صَاحِبَا فَقْرٍ عَلَيْها، وَصَادِعٌ |
بها البِيدَ عادِيٌّ ضَحُوكٌ، مناقِلُهْ |
تُرِيدُ مَعَ الحَجّ ابن لَيْلى، كِلاهُما |
لصَاحِبِهِ خَيرٌ تُرَجّى فَوَاضِلُهْ |
زِيارَةَ بَيْتِ الله وَابنِ خَلِيفَةٍ، |
تْحَلّبُ كَفّاهُ النّدَى وَأنَامِلُهْ |
وَكَانَ بِمصْرَ اثْنانِ ما خافَ أهلُها |
عَدُوّاً، ولا جَدْباً تُخافُ هَزَايلُهْ |
لَدُنْ جَاوَرَ النّيلَ ابنُ لَيْلى، فإنّهُ |
يَفيِضُ على أيدي المَساكِينِ نايِلُهْ |
فأصْبَحَ أهْلُ النّيلِ قَدْ سَاءَ ظَنُّهُمْ |
به وَاطمأنّتْ بَعد فَيضٍ سَوَاحِلُهْ |
أرَى النّاس إذْ خَلّى ابنُ لَيلى مكانَهُ |
يَطُوفون للغَيْثِ الذي ماتَ وَابِلُهْ |
كمَا طاَفَ أيْتَامٌ بِأُمٍّ حَفِيّةٍ |
بهِمْ، وَأبٍ قَدْ فارَقَتِهُمْ شَمايلُهْ |
فَقُلْ لليَتَامَى وَالأرَامِلِ وَالّذِي |
تُريدُ بِهِ أرْضَ ابن لَيلى رَوَاحِلُهْ |
يَؤمّ ابن لَيْلى خَائِفاً مِنْ وَرَائِهِ، |
وَيَأمُلُ مَنْ تُرْجَى لَدَيه نَوَافِلُهْ |
فَإنَ لَهُمْ مِنْهُ وَفَاءَ رَهِينَةٍ |
بأخْلاق الجُلّى تَفيضُ جَداوِلُهْ |
أغَرُّ نَمَى الفارُوقُ كَفّيْهِ للعُلى، |
وَآلُ أبي العَاصِي، طِوالٌ مَحامِلُهْ |
أرادَ ابنَ عَشْرٍ أنْ يَنَالَ التي غَلَتْ |
على الشِّيبِ من مَجدٍ تَسامى أطاوِلُهْ |
فَوُرّعَ تَوْرِيعَ الجِيَادِ عِنَانُهُ، |
فما جاء حتى ساوَرَ الشمس ألمْ تَرَ أنّ النّيلَ نَضّبَ مَاءهُ، |
وَماتَ النّدى بَعد ابنِ لَيلى وَفاعِلُهْ |
وَمُرْتَهنٍ بِالمَوْتِ غَالٍ فِداؤهُ، |
تُسَنّيَ عَنْهُ يا ابن لَيْلى سَلاسِلُهْ |
وَما ضَمِنَتْ مثل ابن ليلى ضَرِيحَةٌ؛ |
وَمَا كان حَيٌّ، وَهوَ حَيٌّ، يُعادِلُهْ |