ألَمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سِتّينَ حِجّةً |
تَذَكُّرُ أُمِّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشْيَبُ |
وَقيلُكَ: هَلْ مَعرُوفُها رَاجعٌ لَنا، |
وَلَيْسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ |
عَلى حِينَ وَلى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ، |
وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ |
فَإنْ تُؤذِنينا بالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ |
بِأوّلِ مَنْ يَنْأى وَمَنْ يَتَجَنّبُ |
وكَمْ من حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ وَصْلَهُ |
يَكادُ فُؤادي، إثْرَهُ، يَتَلَهّبُ |
ألَسنا بمحقوقِينَ أنْ نُجهِدَ السُّرَى، |
وَأنْ يُرْقِصَ التالي لَنا وَهوَ مُتعَبُ |
إلى خَيرِ مَنْ تَحْتَ السّماءِ أمانَةً، |
وَأوْلاهُ بالحَقّ الذي لا يُكَذَّبُ |
تُعارِضُ باللّيْلِ النّجُومَ رِكَابُنا، |
وَبالشمسِ حتى تأفلَ الشمسُ تُذأبُ |
أُنِيخَتْ وَما تَدْرِي أما في ظُهورِها |
مِنَ القَرْحِ أمْ ما في المَناسِمِ أنْقَبُ |
حَلَفتُ بأيدي البُدنِ تَدمى نُحورُها |
نَهاراً وَما ضَمّ الصِّفَاحُ وَكَبْكَبُ |
لأُمٌّ أتَتْنَا بِالوَلِيدِ خَلِيفَةً، |
من الشمسِ، لوْ كانَ ابنُها البدرُ، أنجبُ |
وَإنْ شِئتَ مِن عَبسٍ بِكَ مِنْهُمُ |
أبٌ لكَ طَلاّبُ التّرَاثِ مَطالِبُ |
وَمن عَبدِ شَمسٍ أنتَ سادِسُ ستّةٍ |
خَلائِفَ كانوا منِهُمُ العمُّ والأبُ |
هُداةً وَمَهْدِيّينَ، عُثمانُ منِهُمُ، |
وَمَرْوَانُ وَابنُ الأبْطَحَينِ المُطَيَّبُ |
أبُوكَ الذي كانتْ لُؤيُّ بن غالِبٍ |
لَهُ من نَوَاصِيها الصّرِيحُ المُهذَّبُ |
تَصَعّدَ جَدٌّ بالوَليدِ إلى التي |
أرَى كُلَّ جَدٍّ دُونَهَا يَتَصَوّبُ |
أرَى الثّقَلَينِ الجِنَّ والإنْسَ أصْبَحا |
يَمُدّانِ أعْنَاقاً إلَيْكَ تَقَرَّبُ |
وَمَا مِنْهُما إلاّ يُرَجّي كَرَامَةً |
بكَفّيكَ أوْ يَخَشَى العِقابَ فيَهرُبُ |
وَمَا دُونَ كَفيْكَ انْتِهَاءٌ لِرَاغِبٍ |
وَلا لمُنَاهُ مِنْ وَرَائِكَ مَذْهَبُ |