إليْكَ، أبَانَ بنَ الوَلِيدِ، تَغَلْغَلَتْ |
صَحِيفَتِيَ المُهْدَى إلَيْكَ كِتابُهَا |
وَأنْتَ امْرُؤٌ نُبّئْتُ أنّكَ تَشْتَرِي |
مَكَارِمَ، وَهّابُ الرّجَالِ يَهابُهَا |
بإعطائكَ البِيضَ الكَوَاعِبَ كالدُّمى |
مَعَ الأعْوجِيّاتِ الكِرَام عِرَابُها |
وَشَهْبَاءَ تُعشي النّاظرِينَ إذا التَقَتْ |
تَرَى بَينَها الأبطال تَهْفُو عُقابُها |
وَسَلّةِ سَيْفٍ قَدْ رَفَعْتَ بها يَداً |
عَلى بَطَلٍ في الحَرْبِ قَد فُلّ نابُها |
رَأيْتُ أبَانَ بنَ الوَلِيدِ نَمَتْ بِهِ |
إلى حَيْثُ يَعْلُو في السّمَاءِ سحابُها |
رَأيْتُ أُمُورَ النّاسِ باليَمَنِ التَقَتْ |
إلَيكُمْ بأيْديها، عُرَاهَا وَبابُها |
وَكُنْتُمْ لِهَذا النّاسِ حِينَ أتاهُمُ |
رَسُولُ هُدى الآيات ذَلّتْ رِقَابُها |
لَكُمْ أنّها في الجاهليّةِ دَوّخَتْ |
لَكُمْ مِن ذُرَاها كلَّ قَرْمٍ صِعابُها |
أخَذتُمْ على الأقْوَامِ ثِنْتَينِ أنّكُمْ |
مُلُوكٌ، وَأنْتُمْ في العَديدِ تُرَابُها |
وَجَدْتُ لَكُمْ عَادِيّةً فَضَلَتْ بها |
مُلُوكٌ لَكُمْ، لا يُستطاعُ خطابُها |
فَما أحْي لا تَنفَكُّ مِنّي قَصِيدَةٌ |
إلَيْكَ، بها تَأتِيكَ مِنّي رِكابُها |
فَدُونَكَ دَلْوِي يا أبَانُ، فَإنّهُ |
سَيُرْوِي كَثِيراً مِلْؤها وَقُرَابُها |
رَحِيبَةُ أفْواهِ المَزَادِ سَجيلَةٌ، |
ثَقِيلٌ على أيْدي السُّقَاةِ ذِنَابُها |
أعنّي، أبَانَ، بنَ الوَلِيدِ، بِدَفْقَةٍ |
مِنَ النّيلِ أوْ كَفّيْكَ يجري عُبابُها |