لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها |
على نَكَباتِ الدّهرِ مَوْتُ الفَرَزْدَقِ |
عَشِيّة َ رَاحُوا للفِرَاقِ بِنَعْشِهِ، |
إلى جَدَثٍ في هُوّة ِ الأرْضِ مُعمَقِ |
لَقد غادَرُوا في اللَّحْدِ مِنَ كان ينتمي |
إلى كُلّ نَجْمٍ في السّماء مُحَلِّقِ |
ثَوَى حامِلُ الأثقالِ عن كلّ مُغرَمٍ |
و دامغُ شيطانِ الغشومِ السملقَّ |
عمادُ تميمٍ كلها ولسانها |
و ناطقها البذاخُ في كلَّ منطقِ |
فمَنْ لذَوِي الأرْحامِ بَعدَ ابن غالبٍ |
لجارٍ وعانٍ في السلاسلِ موثقَ |
وَمَنْ ليَتيمٍ بَعدَ مَوْتِ ابنَ غالَبٍ |
و أمَّ عيالٍ ساغبينَ ودردقِ |
وَمَنَ يُطلقُ الأسرَى وَمن يَحقنُ الدما |
يداهُ ويشفي صدرَ حرانَ محنقِ |
و كمْ منْ دمٍ غالٍ تحملَ ثقلهُ |
و كانَ حمولا في وفاءٍ ومصدقِ |
وَكَمْ حِصْنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسُوقَة ٍ |
إذا ما أتَى أبْوَابَهُ لَمْ تُغلَّقِ |
تَفَتَّحُ أبْوَابُ المُلُوكِ لِوجْهِهِ، |
بغيرْ حجابٍ دونهُ أو تملقُّ |
لتبكِ عليهِ الأنسُ والجنُّ إذ ثوى |
فتى َ مضرٍ في كلَّ غربِ ومشرقِ |
فتى عاشُ يبني المجدَ تسعينَ حجة َ |
و كانَ إليَ الخيراتِ والمجدِ يرتقي |
فما ماتَ حتى لمْ يخلفْ وراءهُ |
بِحَيّة ِ وَادٍ صَوْلَة ً غَيرَ مُصْعَقِ |