يـا أم عـمرو جزاك الله مغفرة جرير

يـا  أم عَـمْروٍ جزاك الله مغفِرةً

أَلَـسْتِ أمْـلَحَ مَنْ يمشي على قَدَمٍ

يـلقى  غَريمكُمُ مِنْ غَيرِ عُسرَتِكُمْ

قد خُنتِ مَنْ لَمْ يَكُنْ يَخْشى خِيانتكُمْ

لـقد كَـتَمْتُ الهوى حتى تَهيَّمَني

كـاد الـهوى يومَ سَلْمانَيْنِ يقتلني

لا بـارك الله فـيمن كان يَحْسَبُكُمْ

لا  بارك الله في الدنيا إذا انقطعت

مـا  أحدثَ الدهرُ مِمَّا تعلمين لكم

إن الـعيون التي في طرفها حَوَرٌ

يصرعنَ ذا اللُّبِّ حتى لا حراكَ بهِ

يـا حـبذا جـبلُ الريان من جبلٍ

وحـبـذا  نـفحاتٌ مِـن يـمانيةٍ

 

رُدي  عـليَّ فُؤادي كالذي كانا

يا  أملح الناسِ كُلِّ الناس إنسانا

بالبذل  بُخلاً وبالإحسان حِرمانا

مـاكنتِ أول مـوثوقٍ بهِ خانا

لا  أسـتطيعُ لهذا الحُبِّ كِتمانا

وكـاد يـقتلني يـوماً بـبيدانا

إلا على العهدِ حتى كان ما كانا

أسـباب دُنياك من أسباب دنيانا

لِلحبل  صرماً ولا للعهد نسيانا

قَـتَلْننا ثـم لـم يـحيين قتلانا

وَهُـنَّ  أضعفُ خلقِ الله أركانا

وحـبذا  ساكنُ الريانِ من كانا

تـأتيك مِـنْ قِبَلِ الريان أحيانا