أواصلٌ أنتَ أمَّ العمرْ أمْ تدعُ |
أمْ تَقطَعُ الحَبْلُ منهم مثل ما قطعُوا |
تَمّتْ جَمالاً وَدِيناً لَيسَ يقْرَبُهَا |
قَسُّ النّصَارَى وَلا من همّها البِيَعُ |
مَنْ زَائرٌ زَارَ لَمْ تَرْجِعْ تَحيّتهُ، |
ماذا الذي ضرهمْ لو أنهمْ رجعوا |
حَلأتِ ذا غُلّة ٍ، هَيمانَ عن شرَعٍ، |
لو شئتَ روى غليلَ الهائمِ الشرع |
ما ردكمْ ذا لباناتٍ بحاجتهِ |
قد فاتَ يومئذٍ منْ نفسهِ قطعُ |
بلْ حاجة ٌ لكَ في الحيَّ الذينَ غدوا |
مروا على السرذي الأغيال فاجتزعوا |
حلوا الأجارعَ منْ نجدٍ وما نزلوا |
أرْضاً بها يَنبُتُ النَّيْتُونُ وَالسّلَعُ |
بَاعَدْتِ الوَصْلِ إلاّ أنْ يُجَرّ لَنَا |
حبلُ الشموسِ فلا يأسٌ ولا طمع |
لا لومَ إذْ لجِ في منعِ أقاربها |
إنَّ الفؤادَ معَ الشيءِ الذي منعوا |
ماذا تذكرُ وصلٍ لمْ يكنْ صدداً |
أمْ ما زيارة ُ ركبٍ قلما هجعوا |
قَرّبْتُ وَجْنَاء لَمْ يَعْقِدْ حَوَالبَها |
طيُّ الصِّدار وَلمْ يُرْشَحْ لهَا رُبَعُ |
كأنها قارحٌ طارتْ عقيقتهُ |
يرعى السماوة َ أو طاوٍ بهِ سفع |
كانَ الذينَ هجوني منْ ضلالتهمْ |
مثلَ الفراشِ وحرَّ النارِ إذْ يقعُ |
أصْبَحْتُ عندَ وُلاة النّاس أثْبَتَهُمْ |
فُلْجاً وَأبْعَدَهُمْ غَلواً إذا نَزَعُوا |
لولا الخليفة ُ والقرآنُ يقرأهُ |
مَا قامَ للنّاس أحكامٌ وَلا جُمَعُ |
أنْتَ الأمينُ، أمينُ الله، لا سَرَفٌ |
فيما وَليتَ، وَلا هَيّابَة ٌ وَرَعُ |
مثْلُ المُهَنّد لَمْ تُبْهَرْ ضَريبَتُهُ |
لمْ يَغْشَ غَرْبيْه تَفْليلٌ وَلا طَبَعُ |
وارى الزنادِ منَ الأعياصِ في مهلٍ |
فالعالَمُونَ، لمَا يَقضي به، تَبَعُ |
ما عدُّ قومٌ باحسانٍ صنيعهمُ |
إلاَّ صنيعكمُ فوقَ الذي صنعوا |
أنْتَ المُبَارَكُ يَهْدي الله شيعَتَهُ، |
إذا تَفَرّقَتِ الأهْوَاءُ وَالشِّيَعُ |
فَكُلُّ أمْرٍ عَلى يُمْنٍ أمَرْتَ به، |
فينا مطاعٌ ومهما قلتَ مسستمعُ |
أدلَيتُ دَلويَ في الفُرّاط فاغتَرفَتْ، |
في الماء فَضْلٌ وَفي الأعطان مُتّسَعُ |
إنّي سَيأتيكُمُ، وَالدّارُ نازحَة ٌ، |
شكري وحسنُ ثناءِ الوفدِ إنْ رجعوا |
يا آل مَرْوَانَ! إنّ الله فَضّلَكُمْ |
فَضْلاً عَظيماً على مَنْ دينُهُ البِدَعُ |
الجَامعينَ، إذا ما عُدّ سَعْيُهُمُ، |
جَمْعَ الكرَام وَلا يُوعونَ ما جمعُوا |
تَلْقَى الرّجالَ إذا ما خيفَ صَوْلَتهُ |
يَمْشُونَ هَوْناً وَفي أعنَاقهم خَضَعُ |
فانْ عفوتَ فضلتَ الناسَ عافية ً |
و إنْ وقعتَ فما وقعٌ كما تقعُ |
ما كانَ ددونَكَ من مَقصى ً لحاجَتنا؛ |
و لا وراءكَ للحاجاتِ مطلعُ |
إنَّ البرية َ ترضى ما رضيتَ لها |
إنْ سْرتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا رَبعوا |