أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
|
وَعَيْنِي لِبَيْنٍ مِنْ ذَوِي الوُدِّ تَدْمَعُ
|
أَبِالجَدِّ أَنِّي مُبْتَلى ً كُلَّ سَاعَة ٍ
|
بِهَمٍّ لَهُ لَوْعَاتُ حُزْنٍ تَطَلَّعُ
|
إذا ذهبتْ عنِّي غواشٍ لعبرة ٍ
|
أظلُّ الأخرى بعدها أتوقَّعُ
|
فلا النَّفسُ منْ تهمامها مستريحة ٌ
|
ولا بالَّذي يأتي منَ الدَّهرِ تقنعُ
|
وَلاَ أَنَا بِالَّلائِي نَسَبْتُ مُرَزَّؤٌ
|
ولا بذوي خلصِ الصَّفا متمِّعُ
|
وَأُولِعَ بِي صَرْفُ الزَّمَانِ وَعَطْفُهُ
|
لتقطيعِ وصلِ خلَّة ٍ حينَ تقطعُ
|
وَهَاجَ لِيَ الشَّوْقَ القَدِيمَ حَمَامَة ٌ
|
عَلَى الأَيْكِ بَيْنَ القَرْيَتَينِ تَفَجَّعُ
|
مُطَوَّقَة ٌ تَدْعُو هَدِيلاً، وَتَحْتَهَا
|
لهُ فننٌ ذو نضرة ٍ يتزعزعُ
|
وَمَا شَجْوُهَا كَالشَّجْوِ مِنِّي وَلا الَّذِي
|
إذا جزعتْ مثلَ الَّذي منهُ أجزعُ
|
فقلتُ لها لوْ كنتِ صادقة َ الهوى
|
صنعتِ كما أصبحتُ للشَّوقِ أصنعُ
|
ولكنْ كتمتِ الوجدَ إلاَّ ترنُّماً
|
أَطَاعَ لَهُ مِنِّي فُؤَادٌ مُرَوَّعُ
|
وما يستوي باكٍ لشجوٍ وطائرٌ
|
سِوَى أَنَّهُ يَدْعُو بِصَوْتٍ وَتَسْجَعُ
|
فَلاَ أَنَا مِمَّا قَدْ بَدَا مِنْكِ فَکعْلَمِي
|
أصبُّ، بعيداً منكِ، قلباً وأوجعُ
|
ولوْ أنَّ ما أعنى بهِ كانَ في الَّذي
|
يُؤَمَّلُ مِنْ مَعْرُوفِهِ اليَوْمَ مَطْمَعُ
|
ولكنَّني وكِّلتُ منْ كلِّ باخلٍ
|
عليَّ بما أعنى بهِ وأمنعُ
|
وفي البخلِ عارٌ فاضحٌ ونقيصة ٌ
|
عَلَى أَهْلِهِ، وَالجُودُ أبْقَى وَأَوْسَعُ
|
أَجِدَّكَ لاَ تنْسَى سُعَادَ وَذِكْرَهَا
|
فيرقأُ دمعُ العينِ منكَ فتهجعُ
|
طربتَ فما يفكُّ يحزنكُ الهوى
|
مُوَدِّعُ بَيْنٍ رَاحِلٌ، ومُوَدَّعُ
|
أَبَى قَلْبُهَا إِلاَّ بِعَاداً وَقَسْوَة ً
|
ومالَ إليها ودُّ قلبكَ أجمعُ
|
فلا هيَ بالمعوفِ منكَ سخيَّة ٌ
|
فتبرمُ حبلَ الوصلِ أوْ تتبرعُ
|
أَفِقْ أَيُّهَا المَرْءُ الَّذي بِهُمُومِهِ
|
إلَى الظَّاعِنِ النَّائِي المَحَلَّة ِ يَنْزِعُ
|
فَمَا كُلُّ مَا أَمَّلْتَهُ أَنْتَ مُدْرِكٌ
|
وَلاَ كُلُّ مَا حَاذَرْتَهُ عَنْكَ يُدْفَعُ
|
ولا كلُّ ذي حرصٍ يزادُ بحرصهِ
|
ولا كلُّ راجٍ نفعهُ المرءُ ينفعُ
|
وَكَمْ سَائِلٍ أُمْنيَّة ً لَوْ يَنَالُهَا
|
لَظَلَّ بِسُوءِ القَوْل في القَوْمِ يَقْنَعُ
|
وَذِي صَمَمٍ عِنْدَ العِتَابِ، وَسَمْعُهُ
|
لِمَا شَاءَ مِنْ أَمْرِ السَّفَاهة ِ يَسْمَعُ
|
وَمِنْ نَاطِقٍ يُبْدِي التّكَلُّمُ عِيَّهُ
|
وَقَدْ كَانَ فِي الإِنْصَاتِ عَنْ ذَاكَ مَرْبَعُ
|
ومنْ ساكتٍ حلماً على غيرِ ريبة ٍ
|
وَلاَ سَوْأَة ٍ مِنْ خَزْيَة ٍ يَتَقَنَّعُ
|