ذكَرْتُ وِصَالَ البيضِ وَالشّيبُ شائعُ، |
وَدارُ الصِّبَا مِنْ عَهدِهِنّ بَلاقِعُ |
أشتِ عمادُ البينِ واختلفَ الهوى |
ليَقْطَعَ مَا بَينَ الفَرِيقَينِ قاطِعُ |
لَعَلّكَ يَوْماً أنْ يُسَاعفَكَ الهَوَى |
فيجمعَ شعبيْ طية ٍ لكَ جامعِ |
أخالِدَ! ما مِنْ حاجَة ٍ تَنْبَرِي لَنَا |
بذِكْرَاكِ إلاّ ارْفضّ منّي المَدامِعُ |
وَأقْرَضْتُ لَيلى الوُدَّ ثُمّتَ لمْ تُرِدْ |
لتَجزِي قَرْضي، وَالقُرُوضُ وَدائِعُ |
سَمَتْ لكَ مِنها حاجَة ٌ بَينَ ثَهْمَدٍ |
وَمِذْعَى وَأعْنَاقُ المَطيّ خَوَاضِعُ |
يسمنَ كما سامَ المنيحانِ أقدحاً |
نَحَاهُنّ من شَيبانَ سَمحٌ مُخالِعُ |
فهلاَّ أتقيتِ اللهَ إذْ رعتِ محرماً |
سَرَى ثمّ ألْقَى رَحْلَهُ فهوَ هاجِعُ |
و منْ دونهِ تيهٌ كأنَّ شخاصها |
يحلنَ بأمثالٍ فهنَّ شوافعِ |
تحنُّ قلوصي بعدَ هدءٍ وهاجها |
وَمِيضٌ على ذاتِ السّلاسِلِ لامِعُ |
فقلتُ لها حنى َّ رويداً فانني |
إلى أهْلِ نَجْدٍ مِنْ تِهامَة َ نازِعُ |
تَغَيّضُ ذِفْرَاهَا بِجَوْنٍ، كأنّهُ |
كحيلٌ جرى في قنفذِ الليثِ نابعِ |
ألا حَيّيَا الأعرَافَ من مَنبِتِ الغَضَا |
وَحَيثُ حَبا حَوْلَ الصرِيفِ الأجارعُ |
سلمتَ وجادتكَ الغيوثُ الروابعُ |
فَإنّكَ وَادٍ، للأحِبة ِ، جامِعُ |
فلمْ أرَ يا بنَ القرمِ كاليومِ منظراً |
تجاوزهُ ذو حاجة ٍ وهوَ طائعُ |
أتَنْسَينَ ما نَسرِي لحُبّ لِقائِكُمْ |
وَتَهْجِيرَنَا وَالبِيدُ غُبرٌ خَوَاشِعُ |
بني القينِ لاقيتمْ شجاعاً بهضبة ٍ |
رَبِيبَ حِبَالٍ تَتّقِيهِ الأشَاجِعُ |
فإنّكَ قَينٌ وَابنُ قَينَينِ، فاصْطَبِرْ |
لذلكَ إذْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ |
وَلّما رَأيتُ النّاسَ هَرّتْ كِلابُهُمْ، |
تَشَيّعتُ، إذْ لمْ يَحْمِ إلاّ المُشايِعُ |
و جهزتُ في الآفاقِ كلَّ قصيدة ٍ |
شَرُودٍ، وَرودٍ، كُلَّ رَكْبٍ تُنازعُ |
يَجُزْنَ إلى نَجرَانَ مَن كانَ دونَهُ، |
وَيَظْهَرْنَ في نَجدٍ وَهُنّ صَوَادِعُ |
تَعَرّضَ أمْثَالُ القَوَافي، كأنّهَا |
نجائبُ تعلو مربداً فتطالعِ |
أجئتمْ تبغونَ العرامَ فعندنا |
عرامٌ لمنْ يبغي العرامة َ واسعِ |
تشمسُ يربوعٌ ورائي بالقنا |
وَعادَتُنَا الإقْدَامُ، يَوْمَ نُقارِعُ |
لنا جبلٌ صعبٌ عليهِ مهابة ٌ |
مَنيعُ الذُّرَى في الخِندِفيّينَ فَارِعُ |
و في الحيَّ يربوعٍ إذا ما تشمسوا |
وَفي الهُندُوَانِيّاتِ للضيْمِ مَانعُ |
لنا في بني سعدٍ جبالٌ حصينة ٌ |
و منقذٌ في باحة ِ العزَّ واسع |
و تبذخُ منْ سعدٍ قرومٌ بمفزعٍ |
بهمِ عندَ أبوابِ الملوكِ ندافعِ |
لسعدٍ ذرى عادية ٍ يهتدي بها |
وَدَرْءٌ على مَنْ يَبْتَغي الدَّرْء ضَالعُ |
وَإنّ حِمى ً لم يَحْمِهِ غَيرُ فَرْتَنَى ، |
و غيرُ ابنِ ذي الكيرينِ خزيانُ ضائعِ |
رَأتْ مالكٌ نَبْلَ الفَرَزْدَقِ قصّرَتْ |
عن المَجدِ، إذْ لا يأتَلي الغَلوَ نَازِعُ |
تَعَرّضَ حتى أُثْبِتَتْ بَينَ خَطْمِهِ |
وَبَينَ مَخَطّ الحاجِبَينِ القَوَارِعُ |
أرى الشيبَ في وجهِ الفرزدقِ قد علا |
لهَازِمَ قِرْدٍ، رَنَّحَتْهُ الَّصوَاقِعُ |
و أنتَ ابنُ قينٍ يا فرزدقُ فازدهرْ |
بكِيرِكَ، إنّ الكِيرَ للقَينِ نَافِعُ |
فإنّكَ إنْ تَنفُخْ بكِيرِكَ تَلْقَنَا |
نُعِدّ القَنَا وَالخَيلَ، يوْمَ نُقارِعُ |
إذا مُدّ غَلْوُ الجَرْيِ طاحَ ابنُ فَرْتَنى |
و جدَّ التجاري فالفرزدقُ ظالعُ |
و أبا بنو سعدٍ فلو قلتَ أنصتوا |
لتُنشِدَ فيهِمْ، حَزّ أنفَكَ جادِعُ |
رَأيتُكَ، إذْ لم يُغنِكَ الله بالغِنى ، |
لجأتَ إلى َ قيسٍ وخدكَ ضارعِ |
وَقَد كانَ في يَوْمِ الحَوَارِيّ جاركمْ |
وَذُخْرٌ لَهُ في الجَنْبَتَينِ قَعَاقِعُ |
يقولُ لليلى قينُ صعصعة َ اشفعي |
وَفيما وَرَاءَ الكِيرِ للقَينِ شَافِعُ |
إذا أسْفَرَتْ يَوْماً نِسَاءُ مُجاشِعٍ |
بَدَتْ سَوْءة ٌ مِمّا تُجِنّ البَرَاقِعُ |
مَنَاخِرُ شَانَتْهَا القُيُونُ، كأنّها |
أنوفُ خنازيرِ السوادِ القوابعِ |
مَباشِيمُ عَنْ غِبّ الخَزِيزِ كأنّمَا |
تصوتُ في أعفاجهنَّ الضفادعِ |
و قدْ قوستْ أمُّ البعيثِ وأكرهتِ |
على الزفرِ حتى شنجتها الأخادع |
لَقد علِمَتْ، غيرَ الفِياشَ، مُجاشِعٌ |
إلى منْ تصيرُ الخافقاتُ اللوامعُ |
لَنَا بَانِيَا مَجْدٍ، فَبَانٍ لَنَا العُلى ، |
و حامٍ إذا احمرَّ القنا والأشاجعِ |
أتَعْدِلُ أحسَاباً كِرَاماً حُمَاتُهَا |
بأحْسابِكُمْ؟ إنّي إلى الله رَاجِعُ |
لقوميَ أحمى في الحقيقة ِ منكمُ |
و أضربُ للجبارِ والنقعُ ساطع |
وَأوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفَاتِ، عَشِيّة ً، |
لحَاقاً إذا مَا جَرّدَ السّيْفَ لامِعُ |
و أمنعُ جيراناً وأحمدُ في القرى |
إذا اغبر في المحلِ النجومُ الطوالعِ |
وَسَمامٍ بِدُهْمٍ غَيرِ مُنْتَقِضِ القوَى |
رَئيسٍ سَلَبْنَا بَزَّهُ، وَهوَ دَارِعُ |
نَدَسْنَا أبَا مَنْدُوسَة َ القَينَ بالقَنَا |
ومَارَ دَمٌ مِنْ جَارِ بَيْبَة َ نَاقِعُ |
وَنَحْنُ نَفَرُنَا حاجِباً مجدَ قَوْمِهِ |
و ما نالَ عمروٌ مجدنا والأقارعِ |
وَنَحْنُ صَدَعْنا هامَة َ ابنِ مُحَرِّقٍ |
فما رقاتْ تلكَ العيونُ الدوامعِ |
وَما بَاتَ قَوْمٌ ضَامِنِينَ لَنَا دَماً، |
فتوفينا إلا دماءٌ شوافعُ |
بمرهفة ِ بيضٍ إذا هيَ جردتْ |
تألقُ فيهن المنايا اللوامعُ |
لقدْ كانَ يا أولادَ خجخحَ فيكمُ |
مُحوَّلُ رَحْلٍ للزُّبَيرِ وَمَانِعُ |
و قدْ كادَ في يومِ الحواريَّ جاركمْ |
أحاديثُ صَمّتْ من نَثاها المَسامِعُ |
و بتمْ تعشونَ الخزيرَ كأنكمْ |
مطلقة ٌ حيناًةو حيناً تراجعُ |
يقبحُ جبريلٌ وجوهَ مجاشعِ |
وَتَنْعَى الحَوَارِيَّ النّجُومُ الطّوَالِعُ |
إذا قيلَ أيُّ الناسِ شرٌّ قبيلة ً |
و أعظمُ عاراً قيلَ تلكَ مجاشعُ |
فأصْبَحَ عَوْفٌ في السّلاحِ وَأصْبَحَتْ |
تفشُّ جشاءلتٍ الخزيرِ مجاشعٍ |
نَدِمْتَ عَلى يَوْمِ السّباقَينِ بَعدَمَا |
وَهَيْتَ فلَمْ يُوجَدْ لوَهيكَ رَاقِعُ |
فما أنتمُ بالقومِ يومَ افتديتمْ |
بِهِ عَنْوَة ً،، وَالسَّمهَرِيُّ شَوَارِعُ |