انظرْ خليلي بأعلا ثرمداءَ ضحى ً |
و العيسُ جائلة ٌ أغراضها خنف |
استقبلَ الحيُّ بطنَ السرأمْ عسفوا |
فالقلبُ فيهِمْ رَهينٌ أين ما انصرفُوا |
من نَحْوِ كابَة َ تحتثّ الحُداة ُ بهِمْ |
كيْ يشعفوا آلِفاً صَبّاً، فقد شعَفُوا |
إنَّ الزيارة َ لا ترجى ودونهمُ |
جِهْمُ المُحَيّا وَفي أشبْالِهِ غَضَفُ |
آلَوا عليْها يِمِيناً، لا تُكَلمُنا، |
من غيرِ سُوء، وَلا مِن رِيبة ٍ حَلَفُوا |
يا حبذا الخرجُ بينَ الدامِ فالأدمى |
فالرمثُ منْ برقة ِ الروحانِ فالغرف |
ألمِمْ على الرَّبْعِ بالتِّرْبَاعِ، غَيّرَهُ |
ضَرْبُ الأهاضِيبِ وَالنّأآجَة ُ العُصُفُ |
كَأنّهُ بَعْدَ تَحْنَانِ الرّيَاحِ بِهِ، |
رقٌّ تبينُ فيه اللامو الألف |
خبر عنِ الحيَّ سراً أوْ علانية ً |
جادَتْكَ مُدجِنَة ٌ في عَينها وَطَفُ |
ما استَوْصَفَ الناسُ عن شأ يرُوقُهمُ |
إلاّ أرَى أُمَّ عَمْرو فَوْقَ ما وَصَفُوا |
كَأنّهَا مُزْنَة ٌ غَرّاءُ، وَاضِحَة ٌ، |
أوْ دُرّة ٌ لا يُوَارِي ضَوْءها الصَّدَف |
مكسوة ُ البدنِ في لبٍ يزينها |
وَفي المَنَاصِبِ منْ أنْيابِها عَجَفُ |
تسقى اميتاحاً ندى المسواكِ ريقتها |
كما تَضَمّنَ ماءَ المُزْنَة ِ الرَّصَفُ |
قالَ العَوَاذِلُ: هَل تَنهاكَ تَجرِبة ٌ، |
أما تَرَى الشِّيبَ وَالأخدانَ قد دَلَفُوا |
أما تلمُّ على َ ربعٍ بأسنمة ٍ |
إلاّ لعَيْنَيْكَ جَارٍ غَرْبُهُ يَكِفُ |
يا أيّها الرَّبْعُ قَد طالَتْ صَبَابَتُنَا، |
حتى مللنا وأمسى الناسُ قد عزفوا |
قد كنتُ أهوى ثرى نجدوٍ ساكنهُ |
فالغورَ غوراً بهِ عسفانُ فالجحفَ |
لمّا ارْتَحَلْنَا وَنَحْوَ الشّامِ نِيّتُنَا، |
قالتْ جعادة ُ هذي نية ٌ قذفُ |
كَلّفْتُ صَحبيَ أهْوالاً عَلى ثِقَة ٍ، |
للهِ درهمُ ركباً وما كلفوا |
ساروا اليكَ منَ السهبيَ ودونهمُ |
فيحانُ فالحزنُ فالصمانُ فالوكفُ |
يُزْجونَ نَحْوَكَ أطْلاحاً مُخَدَّمَة ً |
قد مسها النكبُ والأنقابُ والعجف |
في سيرِ شهرينِ ما يطوى ثمائلها |
حتى تشد إليَ اغراضها السنفُ |
ما كانَ مذْ رحلوامنْ أهلِ أسمنة ٍ |
غلاَّ الذميلَ لها وردٌ ولا علف |
لا وردَ للقومِ إنْ لمْ يعزفوا بردى |
إذا تجوبَ عنْ أعناقها السدفُ |
صَبّحْنَ تُوماءَ وَالنّاقُوس يَقْرَعُهُ |
قَسُّ النّصَارَى حَرَاجيجاً بنا تَجِفُ |
يا ابنَ الأرُومِ وَفي الأعياصِ مَنبتُها، |
لا قادحٌ يرتقي فيها ولا قصف |
إنّي لَزَائرُكُمْ وُدّاً وَتَكْرِمَة ً، |
حتى يقاربَ قيدَ المكبرِ الرسف |
أرْجُو الفَوَاصِلَ، إنّ الله فَضّلَكُمْ |
يا قَبَلَ نَفسِكَ لاقَى نَفسِي التَّلَفُ |
ما من جفانا إذا حاجاتنا نزلتْ |
كمنْ لنا عندهُ التكريمُ واللطفُ |
كمْ قدْ نزلتُ بكمْ ضيفاً فتلحفني |
فضلَ اللحافِ ونعمَ الفضلِ يلتحفُ |
أعطوا هنيدة َ يحدوها ثمانية ٌ |
ما في غطائهمُ منٌّ ولا سرف |
كومامها ريسَ مثلَ الهضبِ لوْ وردتْ |
ماءَ الفراتِ لكادَ البحرُ ينتزف |
جُوفَ الحَناجرِ وَالأجوَافِ ما صَدَرتْ |
عَنْ مَعْطِنِ الماء إلاّ حَوْضُها رَشَفُ |
بالصّيفً يُقْمَعُ مَثْلُوثُ المَزَادِ لها |
كأنّهُمْ من خَليجَيْ دِجلة َ اغتَرَفُوا |
يا رُبّ قَوْمٍ وَقَوْمٍ حاسِدينَ لَكُمْ |
ما فِيهِمُ بَدَلٌ مِنكُمْ وَلا خَلَفُ |
حَرْبٌ وَآلُ أبي العَاصي بَنَوْا لكُمُ |
مجداً تلاداً وبعضُ المجدِ مطرف |
يا ابنَ العَوَاتِكِ خَيرَ العالمينَ أباً، |
قدْ كانَ يدفئني منْ ريشكمْ كنفُ |
إنَّ الحجيجَ دعوا يستمعونَ بهِ |
تكادُ تَرْجُفُ جَمعٌ كُلّما رَجَفُوا |
وَما ابتَنَى النّاسُ من بُنيانِ مكرُمَة ٍ، |
إلاّ لكُمْ فوْقَ مَن يبني العلا غُرَفُ |
ضَخمُ الدّسيعَة ِ وَالأبياتِ غُرّتُهُ |
كالبدر ليلة َ كادَ الشهرُ ينتصفُ |
اللهُ أعطاكَ فاشكر فضلَ نعمتهِ |
أعطاكَ ملكَ التي ما فوقها شرفُ |
هَذي البَرِيّة ُ تَرْضَى ما رَضِيتَ لهَا، |
إنْ سرْتَ سارُوا وَإن قلتَ ارْبعوا وَقفُوا |
هُوَ الخَليفَة ُ فارْضَوْا ما قَضَى لَكُمُ، |
بالحَقّ يَصْدَعُ ما في قَوْلِهِ جَنَفُ |
يقضي القضلءَ الذي يشفى النفاقُ به |
فاسبشتر الناسُ بالحقَّ الذي عرفوا |
أنتَ المُبَارَكُ وَالمَيْمُونُ سيرَتُهُ، |
لولا تقومُ درءَ الناسِ لاختلفوا |
سرْبِلتَ سِرْبالَ مُلْكٍ غيرِ مُبتَدَعٍ |
قَبلَ الثّلاثينَ، إنّ الخَيرَ مُؤتَنَفُ |
تدعو فينصرُ أهلُ الشامِ إنهمُ |
قومٌ أطاعوا ولاة َ الحقَّ وائتلفوا |
ما في قلوبهمُ نكثٌ ولا مرضُ |
إذا قذفتَ محلاً خالعاً قذفوا |
قَدْ جَرّبَ النّاسُ قَبلَ اليَوْمِ أنّهمُ |
لا يَفزَعُونَ إذا ما قُعقِعَ الحَجَفُ |
آلُ المهلبِ جذَّ اللهُ دابرهم |
أمْسَوْا رَماداً فلا أصْلٌ وَلا طَرَفُ |
قد لهفوا حينَ أخزى اللهُ شيعتهمْ |
آلُ المهلبِ منْ ذلٍ وقدْ لهفوا |
ما نالَتِ الأزْدُ من دَعْوَى مُضِلّهِمُ |
إلاّ المَعَاصِمَ وَالأعْنَاقَ تُخْتَطَفُ |
و الأزد قد جعلوا المنتوفَ قائدهمْ |
فقتلهمْ جنودُ اللهِ وانتتفوا |
تهوِي بذي العَقرِ أقْحافاً جَماجمُها، |
كأنها الحنظلُ الخطبانُ ينتتقف |