وَمَا الشِّعْرُ إِلاَّ خُطْبَة ٌ مِنْ مُؤَلِّفٍ
|
بمنطقِ حقٍّ أوْ بمنطقِ باطلِ
|
فلا تقبلنْ إلاَّ الَّذي وافقَ الرِّضا
|
ولا ترجعنّا كالنِّساءِ الأراملِ
|
رَأَيْنَاكَ لَمْ تَعْدِلْ عَنِ الحَقِّ يَمْنَة ً
|
وَلاَ يَسْرَة ً فِعْلَ الظَّلُومِ المُجَادِلِ
|
وَلَكِنْ أَخَذْتَ القَصْدَ جُهْدَكَ كُلَّهُ
|
وَتَقْفُو مِثَالَ الصَّالِحِينَ الأَوَائِلِ
|
فَقُلْنَا، وَلَمْ نَكْذِبْ، بِمَا قَدْ بَدَا لَنَا
|
ومنْ ذا يردُّ الحقَّ منْ قولِ عاذلِ
|
ومنْ ذا يردُّ السَّهمَ بعدَ مروقهِ
|
على فوقهِ إنْ عارَ منْ نزعِ نابلِ
|
وَلَوْلاَ الَّذِي قَدْ عَوَّدَتْنَا خَلاَئِفٌ
|
غَطَارِيفُ كَانَتْ كَالُّليُوثِ البَوَاسِلِ
|
لَمَا وَخَدَتْ شهْراً بِرَحْلِيَ جَسْرَة ٌ
|
تَفُلُّ مُتُونَ البِيدِ بَيْنَ الرَّواحِلِ
|
وَلَكِنْ رَجَوْنَا مِنْكَ مِثْلَ الَّذِي بِهِ
|
صُرِفْنَا قَدِيماً مِنْ ذَوِيكَ الأَفَاضِلِ
|
فإنْ لمْ يكنْ للشَّعرِ عندكَ موضعٌ
|
وَإِنْ كَانَ مِثْلَ الدُّرِّ مِنْ قَوْلِ قَائِلِ
|
وكانَ مصيباً صادقاً لا يعيبهُ
|
سِوَى أَنَّهُ يُبْنَى بِنَاءَ المَنَازِلِ
|
فإنّ لنا قربى ، ومحضَ مودَّة ٍ
|
وَمِيرَاثَ آبَاءِ مَشَوْا بِالمَنَاصِلِ
|
فَزَادُوا عَدُوَّ السَّلْم عَنْ عُقْرِ دَارِهِمِ
|
وأرسوا عمودَ الدِّينِ بعدَ تسايلِ
|
فَقْبلَكَ مَا أَعْطَى الهُنَيْدَة َ جِلَّة ً
|
عَلَى الشِّعْرِ كَعْباً مِنْ سَدِيسٍ وَبَازِلِ
|
رَسُولُ الإِلهِ المُصْطَفَى بِنُبوَّة ٍ
|
عَلَيْهِ سَلامٌ بِالضُّحَى وَکلأَصَائِلِ
|
فَكُلُّ الَّذِي عَدَّدْتُ يَكْفِيكَ بَعْضُهُ
|
وَنَيْلُكَ خَيْرٌ مِنْ بُحُورِ السَّوَائِلِ
|
إِذَا نَالَ لَمْ يَفْرَحْ وَلَيْسَ لِنَكْبَة ٍ
|
إذا حدثتْ بالخاضعِ المتضائلِ
|