أَمَنْزِلَتَيْ سَلْمَى عَلَى القِدَمِ کسْلَمَا
|
فقدْ هجتما للشَّوقِ قلباً متَّيما
|
وذكَّرتما عصرَ الشَّبابِ الَّذي مضى ٍ
|
وَجِدَّة َ وَصْلٍ حَبْلُهُ قَدْ تَجَذَّمَا
|
وَإِنِّي إِذَا حَلَّتْ بِبِيشٍ مُقِيمَة ً
|
وحلَّ بوجٍّ جالساً أوْ تتهَّما
|
يَمَانِيَة ٌ شَطَّتْ فأَصبَحَ نَفْعُهَا
|
رَجَاءً وَظنّاً بالمَغِيبِ مُرَجَّمَا
|
أُحِبُّ دُنُوَّ الدَّارِ مِنْهَا وَقَدْ أَبَى
|
بِهَا صَدْعُ شَعْبِ الدَّارِ إِلاّ تَثَلُّمَا
|
بكاها وما يدري سوى الظَّنِّ منْ بكى
|
أَحَيّاً يُبَكِّي أَمْ تُرَاباً وَأَعْظُمَا
|
فدعها وأخلفْ للخليفة ِ مدحة ً
|
تزلْ عنكَ يؤسي أوْ تفيدكَ أنعما
|
فَإِنَّ بِكَفَّيْهِ مَفَاتِيحَ رَحْمَة ٍ
|
وغيثَ حياً يحيا بهِ النَّاسُ مرهما
|
إِمَامٌ أَتَاهُ المُلْكُ عَفْواً وَلَمْ يُثِبْ
|
على ملكهِ مالاً حراماً ولا دما
|
تَخَيَّرَهُ رَبُّ العِبَادِ لِخَلْقِهِ
|
وليِّا وكانَ اللهُ بالنَّاسِ أعلما
|
فَلَمَّا قَضَاهُ اللَّهُ لَمْ يَدْعُ مُسْلِماً
|
لِبَيْعَتِهِ إِلاَّ أَجَابَ وَسَلَّمَا
|
ينالُ الغنى والعزّ منْ نالَ ودَّهُ
|
وَيَرْهَبُ مَوْتاً عَاجِلاً مَنْ تَشَأَّمَا
|