أمِنْ عَهِدِ ذي عَهدٍ تَفيضُ مدامعي |
كأنّ قَذَى العَيْنَينِ من حَبّ فُلفُلِ |
فإنْ يَرَ سَلمَى الجِنُّ يَستأنِسُوا بها، |
و إنْ يرسلى َ راهبُ الطور ينزلِ |
منَ البِيضِ لم تَظعنْ بَعيداً وَلمْ تَطأ |
على الأرْضِ إلاّ نيرَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ |
إذا ما مشتْ لمْ تنتهزْ وتأودتْ |
كَما انآدَ من خَيلٍ وَجٍ غيرُ مُنعلِ |
كما مالَ فَضْلُ الجُلّ عن مَتنِ عائِذٍ |
أطافَتْ بمُهْرٍ في رِبَاطٍ مُطَوَّلِ |
لها مثلُ لَوْنِ البَدْرِ في لَيلَة ِ الدُّجى |
وَرِيحُ الخُزَامى في دِمَاثٍ مُسَهَّلِ |
أإنْ سُبّ قَينٌ وَابنُ قَينٍ غضِبتُمُ، |
أبَهْدَلَ، يا أفْنَاءَ سَعْدٍ لِبَهْدَلِ |
أعياشُ قدْ ذاقَ القيونُ مرارتي |
و أوقدتُ ناري فادنُ دونكَ فاصطلِ |
سأذكرُ ما قالَ الحطيئة ُ جاركمْ |
و أحدثُ وسماً فوقْ وسمِ المخبلِ |
أعياشُ ما تغني قفيرة ُ بعدما |
سقيتكَ سماً في مرارة ِ حنظلِ |
أعياشُ قدْ آوتْ قفيرة ُ نسلها |
إلى َ بيتِ لؤمٍ ما لهُ منْ محولِ |
تُذَئّرُ أبْكَارَ اللّقَاحِ ولَمْ تَكُنْ |
قفيرة ُ تدري ما جناهُ القرنفلِ |
فانْ تدعوا للزبرقانِ فانكمْ |
بَنُو بِنتِ قَينٍ ذي عَلاة ٍ وَمِرْجَلِ |
فشُدّوا الحبَى للغَدْرِ إنّي مُشَمِّرٌ، |
إذا ما عَلا مَتنَ المُفاضَة ِ مِحْمَلي |
وَلا تَطْلُبَا، يا ابنَيْ قُفَيرَة َ، سابِقاً |
يَدُقّ جِمَاحاً كلَّ فأسٍ وَمِسحَلِ |
كما رامِ منا القينُ أيامَ صوأرٍ |
فَلاقَى جِماحاً مِنْ حِمام مُعَجَّلِ |
ضَغا القِرْدُ لمّا مَسّهُ الجَهدُ وَاشتَكى |
بَنو القَينِ مِنّا حَدَّ نَابٍ وكَلْكَلِ |
لَعَلّكَ تَرْجُو، يا ابنَ نافخِ كِيرِهِ، |
قروماً شبا أنيابها لمْ يفللِ |
أتَعْدِلُ يَرْبُوعاً وَأيّامَ خَيْلِهَا |
بأيّامِ مَضْفُونِينَ في الحَرْبِ عُزّلِ |
ألاَ تسألونَ المردفاتِ عشية ً |
مَعَ القَوْمِ لا يَخبأنَ ساقاً لمُجتَلي |
منِ المانعونَ السبيَ لا تمنعونهُ |
وَأصْحابُ أعلالِ الرّئِيسِ المُكَبَّلِ |
وَفي أيّ يَوْمٍ لَمْ تُسَلَّلْ سُيوفُنَا، |
فنعلوا بها هامَ الجبابرِ منْ علِ |
تبدلْ بهِ في رهطِ تسعة َ مثلهُ |
أباً شرَّ ذي نعلينِ أوْ غيرِ منعلِ |
فما لمتَ نفسي في حديثٍ وليتهُ |
وَلا لُمتُ، فيما قَدّمَ النّاسُ، أوّلي |