شرف الدين بن الرحبي

583- 667هـ

هو الحكيم الإمام العالم الفاضل علامة عصرة وفريد دهرة، شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي، كان مولدة بدمشق، وكان قد سلك حذو أبيه، واقتفى ما كان يقتفية، وهو أشبة به خلقاً وخُلقاً وطرائق، لم يزل متوفراً على قراءة الكتب وتحصيلها، ونفسه تشرئب إلى طلب الفضائل وتفصيلها، وله تدقيق في الصناعة الطبية وتحقيق لمباحثها الكلية والجزئية، وله في الطب كتب مؤلفة وحواش متفرقة، واشتغل بصناعة الطب على أبيه، وقرأ أيضاً على الشيخ موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وحرر عليه كثيراً من العلوم، ولا سيما من تصانيف الشيخ موفق الدين البغدادي، واشتغل أيضاً بالأدب على الشيخ علم الدين السخاوي وعلى غيره من العلماء، وقد أتقن علم الأدب إتقاناً لا مزيد عليه، ولا يشاركه أحد فيه، وله فطرة جيدة في قول الشعر، وأحب ما إليه التخلي مع نفسه، والملازمة لقراءته ودرسه، والإطلاع على آثار القدماء، والإنتفاع بمؤلفات الحكماء، وكان نزيه النفس، عالي الهمة لم يؤثر التردد إلى الملوك ولا إلى أرباب الدولة، وخدم مدة في البيمارستان الكبير الذي أنشأه الملك العادل نور الدين بن زنكي، ولما وقف مهذب الدين عبد الرحيم بن علي رحمه اللّه الدار التي له بدمشق، وجعلها مدرسة يدرس فيها صناعة الطب وينتفع المسلمون بقراءتهم فيها أوصى أن يكون مدرسها شرف الدين بن الرحبي لما قد تحققه من علمه وفهمه، فتولى التدريس بها مدة.

توفي شرف الدين بن الرحبي بدمشق ودفن بجبل قاسيون، وكانت وفاته رحمه اللّه في الليلة التي صباحها يوم الجمعة حادي عشر المحرم بعلّة ذات الجنب.

لشرف الدين بن الرحبي من الكتب: كتاب في خلق الإنسان وهيئة أعضائه ومنفعتها، لم يسبق إلى مثله، وحواش على كتاب القانون لابن سينا، حواش على شرح ابن أبي صادق لمسائل حنين.


المرجع: عيون الأنباء في طبقات الأطباء



الملك العادل
البيمارستان