أمسى فؤادكَ عندَ الحيَّ مرهونا |
وَأصْبَحُوا مِنْ قَرِيِّ الخَيلِ غادِينَا |
قادتهمُ نية ٌ للبينِ شاطنة ٌ |
يا حَبّ للبَينِ، إذْ حلّتْ بِهِ، بِينَا |
قَدْ كانَ قَلبُكَ لِلأُلاّفِ ذا طَرَبٍ |
صبا يكلفُ جيراناً مظاعينا |
إنْ تلقها في اعتلالٍ ترضَ علتها |
أوْ زينتْ زادها في العينِ تزيينا |
مالَتْ كمَيْلِ النَّقا لَيستْ إذا جُلِيَتْ |
منْ رضعِ تيمٍ ينطقنَ البواسينا |
ينهى العواذلَ يأسٌ منْ ملامتنا |
و العيسُ عرضَ الفجاجِ الغبرِ يخدينا |
تخالهنَّ نعاماً هاجهُ فزعٌ |
أوْ زنبرياً زهتهُ الريحُ مشحونا |
يلقى صراريهُ والموجُ ذو حدبٍ |
يَلْقُونَ بِزّتَهُمْ إلاّ التْبَابِينَا |
كأنَّ حاديها لما أضربها |
بازٍ يصعصعُ بالسهبا قطاً جونا |
لَمْا أتَيْنَ عَلى حَطّابَتَيْ يَسَرٍ، |
أبدى الهوى منْ ضميرِ القلبِ مكنونا |
وَشَبّهَ القَوْمُ أطْلالاً، بأسْنمَة ٍ، |
ريشَ الحمامِ فزدنَ القلبَ تحزينا |
دارٌ يُجَدِّدُها تَهْطالُ مُدْجِنَة ٍ، |
بالقَطْرِ حِيناً وَتَمحُوها الصَّبا حِينَا |
قدْ بُدِّلتْ ساكنَ الآرَامِ بَعدَهُمُ، |
وَالبَاقِرَ الخُنْسَ يَبْحَثْنَ المَآرِينَا |
إنْ يَلْتَمِسْ عَبْدُ تَيْمٍ في مُرَافعتي |
رِيحاً فَقَدْ أصْبَحَ التّيميُّ مَغْبُونَا |
لاقَى قَنَاتيَ مِضْرَاراً عَشَوْزَنَة ً، |
لمْ يلقَ في متنها وصماً ولا لينا |
يا تَيْمُ، إنّ تَمِيماً لَنْ تَزِيدَكُمُ |
إلاّ الهَوَانَ، فَأيَّ الخَيرِ تَبْغُونَا |
لمْ تشكروا نمراً إذْ فككمْ نمرٌ |
و ابنا قريعٍ منَ الحي اليمانينا |
تدعوكَ تيمٌ وتيمٌ في قرى سبأٍ |
و التيمُ يومئذٍ فيهمْ ولا فينا |
لولا تميمٌ وكرُّ الخيلِ ضاحية ً |
يا تَيمُ! لمْ تَعرِفُوا أنْقَاءَ وَهبِينَا |
بو سرتَ تبغي ثر قومٍ ذوي حسبٍ |
لَمْ تَلْقَ للتَيْمِ أحْسَاباً وَلا دِينَا |
تلقى أخا التيمِ مخضراً جحافلهُ |
مُعَذَّراً بعِذارِ اللّؤمِ، مَرْسُونَا |