بَرَتْ لَكَ حَمَّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ
|
وداعٍ دعا منْ خلّتيكَ نزيعُ
|
وَلُوعٌ وذِكْرَى أَوْرَثَتْكَ صَبَابَة ً
|
أَلاَ إِنَّمَا الذِّكْرَى هَوى ً وَولُوعُ
|
على أنْ سلمَى لاَ منَى منكَ دارُها
|
إذا ما نواهَا عامرٌ ومنيعُ
|
ولَمْ يُر مِنَّا قَاتِلٌ مِثْلُ عَامِرٍ
|
ولاَ مثلُ سلمَى مشترى ً ومبيعُ
|
وظلاًّ بدارٍ منْ سليمَى ، وطالَ مَا
|
مضَى باللِّوَى صيفٌ لهَا وربيعُ
|
أَعَامِ، دِني إِذْ حُلْتَ بَيْني وبَيْنَها
|
وإِلاَّ فَهَبْها دِمْنَة ً سَتَضِيعُ
|
فَآَلَيْتُ أَلْحِي عَاشِقاً مَاسَرى القَطَا
|
وأجدرَ منْ وادِي نطاة َ وليعُ
|
أسلمَى ألَّمتْ، أمْ طوارقُ جنَّة ٍ،
|
هواكَ، إذا تكرَى ، لهنَّ ضجيعُ
|
وتبذُلُ لي سلمَى إذا نمتُ حاجَتي
|
تُلْفَى خِلالَ النُّبْهِ وَهْيَ مَنُوعُ
|
إِذَا ذُكِرَتْ سَلْمَى لَهُ فَكَأَنَّما
|
يغلغلُ طفلٌ في الفؤادِ وجيعُ
|
كَأَنَّ الحَشَا مِنْ ذِكْرِ سَلْمَى إِذَا اعْتَرَى
|
جَناحٌ حَدَتْهُ الجِرْبِيَاءُ لَمُوعُ
|
جَناحُ قُطَامِيٍّ رَأَى الصَّيْدَ باكِراً
|
وقَدْ بَاتَ يَعْرُوهُ طَوى ً وصَقِيعُ
|
فَمَا أَنْسَ مِلْ أَشْياءِ لاَ أَنْسَ مَيْعَة ً
|
منَ العيشِ إذْ أهلُ الصَّفاءِ جميعُ
|
وإِذْ دَهْرُنا فِيهِ اغْتِرَارٌ، وطَيْرُنا
|
سَوَاكِنُ في أوْكَاِهِنّ وُقُوعُ
|
كأنْ لمْ تقظْ سلمَى على الغمرِ قيظة ً
|
ولَمْ يَنْقَطِعْ مِنْها بِفَيْدَ رَبِيعُ
|
بَلَى ، قَدْ رَأَيْنا ذَاكَ إِذْ نَحْنُ جِيرَة ٌ
|
ولكنَّ سلمَى للوصالِ قطوعُ
|
كَأَنْ لَمْ يَرُعْكَ الظَّاعِنُونَ، ألاَ بَلى
|
ومِثْلُ فِرَاقِ الظَّاعِنينَ يَرُوعُ
|
غَدَوْا وغَدَتْ غِزْلاَنُهُمْ وكَأَنَّها
|
ضوامنُ غرمٍ ما لهنَّ تبيعُ
|
خَوَاشِعُ كَالهَيْمَى يَمِدْنَ مِنَ الهَوَى
|
وذُو البَثِّ فِيهِ كِلَّة ٌ وخُشُوعُ
|
يراقبنَ أبصارَ الغيارَى بأعينُ
|
غَوَارِزَ مَا تِجْرِي لَهُنَّ دُمُوعُ
|
ويُحْدِثُ قَلْبي كُلَّ يَوْمٍ شَفَاعَة ً
|
لَهُنَّ، ومَا لي عِنْدَهُنَّ شَفِيعُ
|
فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ بِصَحْرَاءِ دَارَة ٍ
|
إلَى وَارِدَاتِ الأرْيَمَيْنِ رُبُوعُ
|
وهَلْ بِخَلِيفِ الخَلِّ مَمَّنْ عَهِدْتُهُ
|
بِهِ غَيْرُ أُحْدَانِ النَّواشِطِ رُوعُ
|
وهلْ لليالينا بنعفيْ مليحة ٍ
|
وأيَّامِهِنَّ الصَّالِحَاتِ رُجُوعُ
|
ولستُ براءٍ منْ مروراة َ برقة ً
|
بِهَا آلُ سَلْمَى والجَنَابُ مَرِيعُ
|
ولاَ منشداً، ما أبرمَ الطَّلخُ، سامراً
|
وقدْ مالَ منْ ليلِ التَمامِ هزيعُ
|
كواعبَ أتراباً، تراخَى بهَا الهوَى ،
|
وأَخْلَى لَهَا مِنْ ذِي السُّدَيْرِ بَقِيعُ
|
قَضَتْ مِنْ عَيَافٍ والطَّرِيدَة ِ حَاجَة ً
|
فهنَّ إلى لهْوِ الحديثِ خضوعُ
|
فَجِئْتُ انْسِلاَلَ السَّيْلِ أَقْتَارُ غِرَّة ً
|
لَهُنَّ، ولي مِنْ أَنْ أَعِنَّ ذَرِيعُ
|
جَرَى صَبَباً أَدَّى الأمانَة َ بَعْدَمَا
|
أشاعَ بلوماهُ عليَّ مشيعُ
|
فَبَاتَتْ بَنَاتُ اللَّيْلِ حَوْلِيَ عُكَّفاً
|
عكوفَ البواكي بينهُنَّ صريعُ
|
عفائفُ إلاّ ذاكَ، أوْ أنْ يصورَهَا
|
هَوى ً والهَوَى لِلْعاشِقينَ صَرُوعُ
|
ومَا جلسُ أبكارٍ أطاعَ لسرحِها
|
جنَى ثمرٍ بالواديينِ وشوعُ
|
عِشَارٍ وُعوذٍ أَشْبَعَت طَرِفَاتِها
|
اُصُولٌ لَهَا مُسْتَكَّة ٌ وفُرُوعُ
|
يرعنَ لمسرابِ الضُّحَى ، متأنِّفٍ
|
ضواحي رباً، تحنُو لهنَّ ضلوعُ
|
إِذَا مَا تَأَوَّتْ بالخَليِّ بَنَتْ بِهِ
|
شَرِيجَيْنِ مِمَّا تَأْتَرِي وتُتِيعُ
|
إذا لمْ تجدْ بالسَّهلِ رعياً تطرَّقتْ
|
شماريخَ لمْ ينعقْ بهنَّ مشيعُ
|
مَتَى مَا تُرِدْهَا لاَ تَنَلْهَا ودُونَها
|
دروءٌ تردُّ العفرَ وهوَ رجيعُ
|
تَرَى بَدَنَ الأَرْوَى بِهَا كُلَّ شارِقٍ
|
لهُ كننٌ منْ دونِها وسلوعُ
|
يَحُكُّ صَلاَهُ عَقْرَبَاهُ، ويَقْتَرِي
|
مَسَايِلَ خُضْراً بَيْنَهُنَّ وَقِيعُ
|
إذَا مَا رَجُلُّ اليَوْمِ رَاحَتْ وبَعْضُها
|
إلى الحَيِّ بَعْضاً كَالصِّلاَلِ يَصُوعُ
|
تَبِيتُ بِأَجْنَاحٍ لَدَى الحَيِّ شَثْنَة ٍ
|
وتُضْحِي بِجَرِّ الهَضْبِ وَهْيَ رُتُوعُ
|
مُخَضَّرَة ِ الأوْسَاطِ، عَارِيَة ِ الشَّوَى
|
وبالهامِ منْها نظرة ٌ وشنوعُ
|
بِماءِ سَمَاءٍ غَادَرَتْهُ سَحَابَة ٌ
|
كَمَتْنِ اليَمانِي سُلَّ وَهْوَ صَنِيعُ
|
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها إِذَا مَا تَقَلَّبَتْ
|
منَ اللَّيلِ وسنَى والعيونُ هجوعُ
|
ومُسْتَأْنِسٍ بِالقَفْرِ رَاحَ تَلُفُّهُ
|
طَبَائِخُ شَمْسٍ وَقْعُهُنَّ سَفُوعُ
|
تُنَشِّفُ أَوْشَالَ النِّطَافِ، ودُونَهَا
|
كُلَى عِجَلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وَكِيعُ
|
يظلُّ يساميها إذا وقدَ الحصَى
|
وقَادَ مَليعٌ طَرْفَهُ ومَلِيعُ
|
يبلُّ بمعصورٍ جناحيْ ضئيلة ٍ
|
أفاويقَ، منها هلَّة ٌ ونقوعُ
|
كما بلَّ مثنَى طفية ٍ نضحُ عائطٍ
|
يُزَيِّنُها كِنٌّ لَها وسُفُوعُ
|
ومنزلة ٍ تغدو بهَا الشَّمسُ حاسراً
|
إذا ذرَّ منها بالغداة ِ طلوعُ
|
كَأَنَّ الصُّوَى فِيهَا إِذَا مَا اسْتَخَلْتَها
|
عَقِيرٌ بِمُسْتَنِّ السِّرَابِ يَكُوعُ
|
تَرَى العِينَ فِيهَا مِنْ لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَى
|
إِلَى اللَّيْلِ في الغَيْضَاتِ وهْيَ هُكُوعُ
|
تَقَمَّعُ في أَظْلاَلِ مُحْنِطَة ِ الجَنَى
|
صَحَاحَ المَآقِي، مَابِهنَّ قُمُوعُ
|
تُلاَوِذُ مِنْ حَرّ يَكَادُ أُوَارُهُ
|
يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبَّ وَهْوَ خَدُوعُ
|
إذا اخْتَلَطَ الرِّتَاكُ مَالَتْ سَرَاتُهُ
|
علَى يسراتٍ أوبهنَّ ذريعُ
|
تَقَلْقَلَ شَهْراً دَائِماً كُلَّ لَيْلَة ٍ
|
تَضُمُّ بَوَانِيهِ عُرى ً ونُسُوعُ
|
وقَدْ آلَ مِنْ أَشْرَافِهِ، وتَجَرَّمَتْ
|
مِنَ الضَّمِّ أَنْسَاءٌ لَهُ وبَضِيعُ
|
فعرَّستُ لمَّا استسلمَتْ بعدَ شأوهِ
|
تنائفُ ما نجابهنَّ هجوعُ
|
تَأَوَّبَني فِيها عَلَى غَيْرَ مَوْعِدٍ
|
أَخُو قَفْرَة ٍ يَضْحَى بِهَا ويَجُوعُ
|
مِنْ الزُّلِّ هِزْلاَجٌ، كَأَنَّ بِرِجْلِهِ
|
شِكَالاً مِنَ الإقْعَاءِ وَهُوَ مَلُوعُ
|
كَذِي الظَّنِّ لاَ يَنْفَكُّ كَأَنَّهُ
|
أَخُو جَهْرَة ٍ بالعَيْنِ وَهْوَ خُدُوعُ
|
فألقيتُ رحلي، واحزألَّ كأنَّهُ
|
شَفاً مُجَنَحٌ، في مُنْحَنَاهُ ضُجُوعُ
|
فقلتُ: تعلَّمْ يا ذؤالَ، ولاَ تخُنْ
|
ولاَ تنخنعْ للَّيلِ، وهوَ خنوعُ
|
ولاَ تعوِ واستحرز، وإنْ تعوِ عيَّة ً
|
تصادفْ قرَى الظَّلماءِ وهوَ شنيعُ
|
فَلَمَّا عَوَى لِفْتَ الشِّمَالِ سَبَعْتُهُ
|
كمَا أنا أحياناً لهنَّ سبوعُ
|
دَفَعْتُ إِلَيْهِ سَلْجَمَ اللَّحْيِ، نَصْلُهُ
|
كَبَادِرَة ِ الحُوَّاءِ، وَهُوَ وَقِيعُ
|
تزلزلَ عنْ فرعٍ كأنَّ متونَها
|
بِهَا مِنْ عَبِيطِ الزَّعْفَرانِ رُدُوعُ
|
مِنَ المُرْزِمَاتِ الملْسِ لَمْ تُكْسَ جُلْبَة ً
|
ولكِنْ لَهَا إِطْنَابَة ٌ ورَصِيعُ
|
فراغٌ، عوارِي اللِّيطِ، تكسَى ظباتُها
|
سَبَائِبَ، مِنْها جَاسِدٌ ونَجِيعُ
|
هَتُوفٌ، عَوَى مِنْ جَانبَيْها مُحَدْرَجٌ
|
ممرٌّ، كحلقومِ القطاة ِ، بديعٌ
|
إِذَا اخْتَلَجَتْها مُنْجَيَاتٌ كَأَنَّها
|
صدورُ عراقٍ، ما بهنَّ قطوعُ
|
أرَنَّتْ رَنِيناً يدْلِقُ السَّهْمَ حَفْزُهَا
|
إِذَا حَانَ مِنْهُ بالرَّمِيِّ وُقُوعُ
|
وإنْ عادَ فيهَا النَّزعُ تأبى بصلبِها
|
وتقبلُ منْ أقطارِها فتطيعُ
|
يُؤَلِّفُ بَيْنَ القَوْمِ بُغْضي، ومَالَهُمْ
|
سِوَى فَرْطِ إِجْمَاعٍ عَلَيَّ جَمِيعِ
|
عدوٌّ عدوُّ الأصلِ، والأصلُ بعضُهُمْ
|
عليَّ لبعضٍ في الأمورِ ضلوعُ
|
ومَا بيَ منْ شكوى ً لنفسيَ منهُمُ
|
ولاَ جَزَعٍ، إِنِّي إذاً لَجَزُوعُ
|
ولكِنْ أَرَى مِنْهُمْ أُمُوراً تُرِيبُني
|
بِهِمْ، وَلَهُمْ مُنْدُوحَة ٌ وَدَسِيعُ
|
ومولى ً رمينا نحوَهُ، وهوَ مدغلٌ
|
بأعراضنَا، والمندياتُ شروعُ
|
إذا ما رآنَا شدَّ للقومِ صوتَهُ
|
وإِلاَّ فَمَدْخُولُ الغَنَاءِ قَدُوعُ
|
أَخَذْنَا لَهُ مِنْ أَمْنَعِ الحَيِّ بَعْدَنَا
|
ظُلاَمَتَهُ، فَانْسَاحَ وَهْوَ مَنِيعُ
|
أَرَى حَسَبِي لاَ يَسْتَطِيعُ كِفَاءَهُ
|
عَلَى أَنَّني أَهْفُو لَهُ وأَرِيعُ
|
أسايرُهُ، لا يائسٌ منْ جماعهِ
|
ولاَ لِمَسَاعٍ مِنْ بِنَاهُ مُضِيعُ
|
وشيَّبني أنْ لاَ أزالَ مناهضاً
|
بغير ثراً أثرو بهِ وأبوعُ
|
وأنَّ ذوي الأموالِ أضحَوْا وما لهُمْ
|
لَهُمْ عِنْدَ أَبْوَابِ المُلُوكِ شَفِيعُ
|
ويُتْرَكُ أَمْثَالِي، عَلَى أَنَّ سَعْيَنَا
|
سَنَا الأَصْلِ عِنْدَ المُضْلِعَاتِ رَفُوعُ
|
أبٌ نابهٌ، أوْ عمُّ صدقٍّ إذا غدَا
|
دفوعٌ لأبوابِ الملوكِ قروعُ
|
تكارُهُ أعداءُ العشيرة ِ رؤيتي
|
وبالكَفِّ عَنْ مَسِّ الخِشَاشِ كُنُوعُ
|
أمخترمِي ريبُ المنونِ ولمْ أنلْ
|
منَ المالِ مَا أعصي بهِ وأطيعُ
|
ومَنْ يَفْتَرِقْ في الأَمْرِ يُغْضِ عَلى قَذى ً
|
ويكفَ ببعضِ الضَّيمِ وهوَ قنوعُ
|
أنَا ابنُ حماة ِ المجدِ في كلِّ موطنٍ
|
إذا جعلَتْ خورُ الرِّجالِ تهيعُ
|
بنُو الحربِ، لا يُلفَى بنبعة ِ عودِهمْ،
|
إذا امترسَتْ بهَا الأكفُّ، صدوعُ
|