ألا حي المنازل بالسلام ذو الرمة

أَلا حَيِّ الْمَنَازِلَ بِالسَّلاَمِ

على بخلِ المنازلِ بالكلامِ

لميَّة َ بالمعى درجتْ عليها

سَحَبْنُ ذُيُولَهُنَّ بِهَا فَأَمْسَتْ

رِيَاحُ الصَّيْفِ عَاماً بِعْدَ عَامِ

رَجَحْنَ عَلَى بَوَارِحِ كُلِّ نَجْمٍ

وَطَيَّرَتِ الْعَوَاصِفُ بِالثُّمَامِ

تَجَاوِرُهُنَّ بِالْعَرَصَاتِ شُعْثٌ

عَوَاطِلُ قَدْ خُلِعْنَ مِنَ الرَّمَامِ

كَأَنَّ مَغَانِيَ الأَصْرَامِ فيهَا

ملمَّعة ٌ معالمها بشامِ

أَلاَ يَا لَيْتَنَا يَا مَيُّ نَدْري

متى نلقاكِ في عوجِ اللِّمامِ

أَلَمَّ خَيَالُ مَيَّة َ بَعْدَ وَهْنٍ

بريِّ الآلِ خاشعة َ السِّنامِ

رَمَى الإِدْلاَجُ أَيْسَرَ مَرْفِقَيْهَا

بأشعثَ مثلَ أشلاءِ اللُّجامِ

أَنَاحَ فَمَا تَوَسَّدَ غَيْرَ كَفٍّ

لَوَى بِبَنَانِهَا طَرَفَ الزِّمَامِ

رجيعِ تنائفٍ وفيقُ صرعى

توفُّوا قبلَ آجالِ الحمامِ

سروا حتى كأنَّهمْ تساقوا

على راحاتهمْ جرعَ المدامِ

بأغبرَ نازحٍ نسجتْ عليهِ

رِيَاحُ الصَّيْفِ شُبَّاك الْقَتَامِ

بِكُلِّ مُلَمَّعِ الْقَفَرَاتِ غُفْلٍ

بَعِيدِ الْمَآءِ مُشْتَبِهِ الْمَوَامِي

كأنَّ دوَّيهِ منْ بعدِ وهنٍ

دويُّ غناءِ أروعِ مستهامِ

وَسَاهِمَة ِ الْوُجُوهِ مِنَ الْمَهَارَى

ترى عصبَ القطا هملاً إليهِ

كَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الْجَهَامِ